لا أخاف من الإخوان بقدر ما أخاف على الدستور!
عادل مليكة - الاقباط الاحرار
الإخوان لم يتم مواجهتهم وأختبارهم كحكام لمصر. ولو كان لحكمهم من مساوئ فهذا لن يزيد عن 4 أو 8 سنوات على الأكثر. لكن الخوف كل الخوف هو من قدرتهم على التحكم فى شكل الدستور.
جاء التصويت على التعديلات الدستورية بنسبة 77% بنعم وما يحمله من دلالة على شعبية الإخوان والسلفيين خصوصا بين مخلفات العهد البائد الظالم الذى ترك على الساحة الكثير من المعدمين الذين أهتم الإخوان بهم.
طبيعى أن المرحلة التالية فى إستراتيجية الإخوان والسلفيين هو الدخول بكثافة عالية إلى مجلس الشعب وسيطرتهم على تشكيل اللجنة التأسيسية .
إذا تحكموا فى تشكيل اللجنة التأسيسية ستكون لهم اليد الطولى فى صياغة الدستور فيُملون إرادتهم بتأسيس دولة دينية ومن يعترض فهو ضد الدستور وليس ضدهم.
قال د. يحيى الجمل "مافيش أسوأ من الدولة البوليسية سوى الدولة الدينية" لأنها مبنية على "قال الله تعالى". نقطة الضعف فى كلام د. الجمل هو كيف يساهم هو ومن يتفقون معه فى الرأى فى التحكم فى شكل الدستور وهم خارج اللجنة التأسيسية المفوّضة لوضع الدستور الجديد.
صحيح أن ما قاله قداسة البابا شنودة الثالث، بحكمته المعهودة، فى مقابلته مع الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء على بقاء المادة الثانية مع إضافة فقرة تنص على أن "الأقليةغير المسلمة لها شرائعها الخاصة". لكن هذا غير ملزم لأعضاء اللجنة التأسيسية.
إذا رفضت اللجنة التأسيسية هذه الإضافة، فهم إنما يقولون أن المادة الثانية هى لتأسيس مبدأ أن المسلم مميّز على المسيحى وما إلى ذلك من دفع جزية وخلافة من مشاهد التمييز العنصرى. حينئذ يكون للأقباط ومعهم مسلمون حق الإعتراض بشدة بكل الوسائل التى علمتنا إياها ثورة 25 يناير.
إذن لا خروج من هذا المأزق سوي أن يتكتل المصريون فى إنتخاب ممثلين لهم فى مجلس الشعب من خارج الإخوان والسلفيون.
إذا كانت نية الدولة معالجة القصور فعليها أن تعيد فورا رسم الدوائر الإنتخابية لتعطى 15 مليون مسيحى وغيرهم من الأقليات الأخرى فرصة التمثيل بالإنتخاب المباشر بعد أن حرمهم ذكاء التعديل من المشاركة فى إنتخاب اللجنة التأسيسية لكونهم معينين.
وعلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة دراسة هذا المأزق الذى تورطنا فيه والتصرف بسرعة.
المصدر : منتديات الحق والضلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أكتب تعليقك غير مطلوب أي بيانات أو حتى أيميل