الخميس، 28 أبريل 2011

لا تكتفوا بطرد المحافظ القبطي, أطردوا كل الأقباط من مصر

بقلم حنان ساويرس 

تشهد محافظة قنا هذه الأيام مظاهرات عارمة من مُسلمى المحافظة وهذا لتعيين اللواء القبطي عماد شحاتة ميخائيل محافظاً لها حسب التعيينات الجديدة للمحافظين من قِبل رئيس الوزراء عصام شرف وطلبهم صراحةّ بأن يكون المحافظ مُسلماً فمعروف أن محافظ قنا الأسبق مجدى أيوب أنه قبطياً وصحيح أنه كان غير محبوب وليس مرغوب فيه من أقباط المحافظة وهذا لمحاباته للمسلمين ضد الأقباط وهذا من وجهة نظري له عدة أسباب فأنه عندما يضحك الزمان لبعض الأقباط فى مصر ويحصل أحدهما على منصب ما ولا سيما منصب مُحافظ أو وزير وهذا يكون طبعاً من النوادر فيحاول من يتولى المنصب أن يحافظ عليه قدر استطاعته فحتى لا يُقال أنه ينحاز لجانب الأقباط لأنه قبطي أو يخشى أن يتهموه بالتعصب فيبالغ فى المحاباة للمسلمين على حساب الأقباط وكأن الأقباط كُتب عليهم أن يُقهروا فى الحالتين سواء كان المسئول مسيحياً أو مُسلماً فتارة اضطهادا وهذا لو من تولى المنصب مُسلماً وتارة تمييزاً شديداً ومُبالغ فيه لو من تولاه قبطياً !! ورغم عدم وقوف المحافظ القبطي السابق مجدى أيوب بجوار الأقباط فى مشاكلهم رغم أنه مسئول عن جميع مواطني محافظته سواء كانوا أقباطاً أو مُسلمين فأن كونه قبطياً لا يعطيه المبرر في التقصير فى حق المواطنون المصريون الأقباط لمجرد أنه قبطي مثلهم فهو من المفروض أن يخدم أبناء محافظته بكل طوائفهم على قدم المساواة بدون انحياز لفريق ضد فريق ولا ينظر لصالحه الشخصي ومنصبه الذي يحاول الحفاظ عليه فقط . ورغم ذلك قال المتظاهرون وكلهم من المسلمون فحسب تصريحات الأنبا كيرلس أنه لا يوجد بينهم أقباط وأنهم يجب أن يعطون فرصة للمحافظ الجديد وبعد ذلك يُحكم عليه من خلال عمله وليست حسب ديانته أقول قال المتظاهرون المسلمون أن بسبب وجود المحافظ القبطي السابق مجدى أيوب ظهرت الفتن الطائفية بالمحافظة !! ورغم أن الحوادث الطائفية التي وقعت في قنا كانت دائماً تحدث من المُسلمون ضد الأقباط ولا دخل للمحافظ القبطي بها وكانت أشهرها مذبحة عيد الميلاد بنجع حمادي والمعروف من هم المتورطين في تلك الأحداث ومن المُحرض عليها وأنه مازال حُراً طليقاً حتى الآن ولم يُحاكم حتى يقوم بتدمير البقية الباقية من محافظة قنا .
• خرج المتشددين والمتعصبين فى محافظة قنا بعمل مُظاهرات منذ أن تم إعلان تعيين محافظاً قبطياً لها وكانت فى البداية الحُجة فى رفضهم للمحافظ أنه لواء شرطة سابق ورغم أن أغلب من تم تعيينهم من مُحافظين جدد هم من لواءات الشرطة ولكن مع ذلك حاولنا إقناع أنفسنا بأنه ربما تكون هذه هي الحقيقة وهى أن أهالي قنا قد يكونون لديهم عًقدة " العسكر" سواء من الداخلية أو الجيش ولكن سُرعان ما رُفع الستار عن المسرحية الهزلية وانكشفت الحقيقة وهذا لأنهم لم يستطيعون إخفاء حقدهم وتعصبهم نحو الأقباط فترة أطول من ذلك وبدأ المُتظاهرون في ترديد شعارات طائفية صريحة بل شعارات إرهابية مُتطرفة بدون حياء ومنها على سبيل المثال "ليه عايزينها تحصل فتنة مسلم بس اللي هايحكمنا" ، لا إله إلا الله ميخائيل عدو الله ،على على الصوت الإسلام مش هايموت قنا إسلامية إسلامية ، بالطول بالعرض هانجيب ميخائيل الأرض والعجيب أنهم رافعين لافتات مكتوب عليها " لا للفتنة الطائفية" ولا أدرى من الذي يُثير الفتنة الطائفية بهذه الأقوال والأفعال الغير مُتحضرة أم أن هذا تهديد صريح للأقباط فى حالة تولى المحافظ القبطي لمنصبه إذا تولاه ستشتعل الفتنة بمعنى أنهم يهددون الأقباط بأنه فى حالة وجود المحافظ القبطي في منصبه سوف لا ينعمون بيوم من السلام!!
• قام المتجمهرون بتعطيل حركة القطارات وقطع طريق قنا أسوان ومنع القطارات من التحرك من وإلى المحافظة كما قاموا بقطع الطريق البرى الواصل بين القاهرة وأسوان مما ينتج عنه تهديد توقف السياحة نظراً لاقتراب المحافظة من محافظة الأقصر وأسوان واللتان تشتهران بآثارهما كما هددوا بتصعيد تحركهم بقطع المياه عن محافظة البحر الأحمر وقطع الكهرباء عن المصانع الحيوية والرئيسية بالمحافظة والغريب لم يتدخل الأمن أو القوات المسلحة لفض هذه المهاترات والبلطجة التي تحدث وتنذر بزيادة انهيار الاقتصاد المصري الذي بدأ منذ بداية الثورة ولم يستقر حتى الآن رغم أن القوات المسلحة قامت باعتقال الكثيرين من شباب الأقباط بالمقطم وضربهم بالرصاص الحي الذي وقع على أثره أكثر من عشرة شهداء وهذا كان بحُجة قطعهم للطريق الدائري وهذا علماً بأن قطع الطريق الدائري لن يؤثر على اقتصاد مصر أو السياحة فيها!!
• أكدت الناشطة هالة المصري لإيلاف أن ما يحدث في قنا يسيطر عليه السلفيين وأعضاء الجماعات الجهادية فقد قاموا بتجميع التوقيعات لتنصيب أحد شيوخهم أميراً على المحافظة كما ذكرت جريدة البشاير نفس الشيء وهذا فى عددها يوم الاثنين الموافق 18 ابريل وهو أنهم قاموا بمبايعة شخص منهم كحاكم للأمارة الجديدة وهذا ما أذهلني وأهالنى فأنا عندما تأملت هذه الأفكار الغريبة والعبارات الأغرب مثل حاكم الأمارة وأميراً على المحافظة تذكرت على الفور الفيلم العربي " رسالة إلى الوالي " للفنان عادل أمام والذي كان مُكلفاً بتسليم رسالة إلى الوالي ولكن عجلات الزمن توقفت عند هذا الحدث وقبل تسليمه الرسالة للوالي وقف به التاريخ عند هذا اليوم الذي كان ذاهباً فيه بالرسالة المُهمة للوالي وعندما أفاق من ذلك لم يُدرك أن مئات السنوات مرت وهو الذي وقفت به عجلة الزمن عند هذا الحدث ورأى الوجوه من حوله تغيرت وطريقة ملابسهم أيضاً تغيرت ورأى التكنولوجيا من حوله من سيارات وتليفونات وأجهزة حديثة لم يستوعبها ولكنه كان مُصراً على تقديم رسالته للوالي وهذا على نمط فكرة أهل الكهف الذي وقعوا في سُبات عميق لم يستيقظون منه إلا بعد قرون طويلة فلم يستطيعون التعايش مع من حولهم ولم يدر كون التطور الذي مر بالبشرية وهم ساقطون فى نوم عميق أو بالأحرى موت سحيق حتى عندما استيقظوا منه لم يجدي هذا فى شيء لأن عقلهم توقف على زمنهم الرجعى الذي يخلو من أي تحضُر أو تقدم فالدنيا تتغير حولهم وهم نيام في سكون الموتى .
الجدير بالذكر أن جريدة البشاير فى نفس العدد السابق الذكر قالت أنهم جهزوا كفناً للمحافظ القبطي وكان هذا بميدان المحطة وأقسموا على قتله كما تم رفع أعلام السعودية والمناداة بإمارة إسلامية
لا أدرى ما هذا العنف والتعصب الأعمى ضد المحافظ الجديد والذي لا يعرفون عنه أي شئ فربما يكون الأفضل والأجدر والأصلح لأبناء المحافظة وما هذه الكراهية التي ليس لها أي سبب مُقنع أو منطقي سوى أنه رجل مسيحي مصري وعنفهم بشكل مُتخلف غير مُتحضر ولا يمت للإنسانية بأي صلة لدرجة أنهم قاموا بتحضير كفناً له إنذاراً بقتله وهذا يحدث على الملأ وبدون استحياء وللأسف لا يتم ردع هؤلاء من الشرطة أو الجيش ويقفون وقفة المُتفرجون وهذا بالضبط ما كان يحدث قبل الثورة تجاه قضايا الأقباط والعنف ضدهم وهذا يُنذر بخطر مُحدق على البلاد وليس على الأقباط فقط فبعد ذلك كل من يريد أن يفعل شئ ضد القانون أو يقوم بشغب أو عمليات بلطجة أو عنف فيقوم بقطع الطرق وتخريب البلد وهذا لأنهم لا يُعاقبون على إهدار المال العام ولم يخرج الإعلام المصري الهُمام بفضح أعمالهم التخريبية وترويعهم للآمنين وتوعدهم العلني بقتل المحافظ القبطي وهذا على النقيض من موقف الإعلام تجاه أقباط المُقطم الذي تم تشويه صورتهم واتهامهم بالبلطجة على ما لا يفعلونه أو على الأقل ما فعلوه لم يكون بهذه الصورة المُستبدة المُبتزة فكانت طلبات الأقباط طلبات مشروعة وغير طائفية فكانت إعتصاماتهم طلباً للحقوق المُهدرة وطلباً لبناء كنيسة قام بهدمها مُجرمون ورعاع والذي لم يتم محاكمتهم أيضاً حتى الآن ومع ذلك كان الرد على طلبهم لحقوقهم هو العنف والقتل والاعتقال والحكم على عدد كبير منهم بثلاث سنوات حبس عقوبة لهم على صرخاتهم المتأوهة وكل هذا شئ ورفع مُتظاهرى قنا ضد المحافظ القبطي لعلم السعودية شئ آخر فكيف يتجرأ هؤلاء برفع علم دولة آخري على أر ض مصر فمن هؤلاء وهل معنى هذا أن السعودية لها يد فيما يحدث فى قنا وهل السعودية تقوم باحتلال مصر ونحن أبنائها عاجزون عن الدفاع عنها ولماذا لم يتم القبض على من قام برفع علم السعودية على أرض مصر بتهمة الخيانة العظمى فهذا الفعل لا يقل فى شأنه عن تهمة التجسس على مصر لصالح إسرائيل فمن يرفع علم غريب على أرض مصر لا يؤتمن له أن يعيش فيها بل لا يستحق أن يكون من مواطنيها ولابد أن يتم التحقيق فى هذه الكارثة ولا يمر هذا الأمر مرور الكرام ولذلك ما حدث منهم ليس بمفاجأة لنا وهو ما فعله هؤلاء ضد محافظ قبطي مصري أو ضد الأقباط المصريين فواضح أن انتمائهم لأي بلد آخر إلا مصر لذلك يسعون جاهدين على خرابها بلا تردد فمن الواضح أنه تم تمويلهم من بعض البلاد المُستفيدة من تخريب ودمار مصر لصالحهم ولاسيما السعودية التي تريد إزاحة مصر من أمامها حتى تُصبح هى أكبر وأقوى دولة فى الشرق الأوسط
• لا يفوتنى التنويه على أن حزب الغد ومعروف أن مؤسسه هو أيمن نور المُرشح للرئاسة قام بإصدار بيان مفاده أن لجنة حزب الغد بمحافظة قنا فيما يخص تعيين المحافظ الجديد ترفض اختيار أحد أفراد الداخلية وهو لواء شرطة سابق وطبعاً لأن المحافظ قبطي فكأنهم أشعلوا النار الذي ترقد تحت الرماد فحتى لو كان هدفهم الحقيقي من رفضه هو أنه لواء شرطة سابق فكان يجب التروي لحساسية الموقف وإثارة بيانهم للفتنة الطائفية ولا سيما أن كثير من المحافظين الجُدد هم من لواءات الشرطة فلماذا لم يقوم الحزب بإصدار بيان عن كل مُحافظة تم تعيين مُحافظاً لها من لواءات الداخلية ولكن يبدو أن هذا السبب ليس هو الحقيقي لإصدار هذا البيان وأن هناك أمور شخصية تطغى فى أهميتها على مصلحة الوطن فكلاً يعمل لصالحه الشخصي وليذهب الوطن للجحيم .

وفى النهاية أقول هل هذا الموقف الغريب تجاه مُحافظ قبطي وطرده من قبل أن يجلس على كرسيه لحظة واحدة والتوعد له بالقتل فهل نعتبر أن هذا مشهد مُصغر أو بروفة لتهميش الأقباط وترويعهم فى حالة محاولتهم الانخراط في الحياة السياسية أم هى بروفة لطرد كل الأقباط من مصر!! فقبل الثورة كان الأقباط يُنادون بمساواتهم في الوظائف والمناصب الكبيرة والآن نرى إبعادهم تماماً بالقوة وبالبلطجة عن المناصب التي ينالونها فأرى أن ناقوس الخطر يدق بشدة طالما أن المسئولون يقفون وقفة المتفرجون وبصورة مُبالغ فيها وكأنهم موافقون على ما يحدث ولكن فى النهاية أقول لكل الأقباط أن بدت الصورة قاتمة ومُظلمة فلا تنزعجوا فالكتاب يقول " بالإيمان قهروا ممالك صنعوا براً نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود" ويقول أيضاً " فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً فى حينه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك غير مطلوب أي بيانات أو حتى أيميل