السبت، 4 يونيو 2011

من مدونة محمد سعد فايد


Subject: محمد سعد فايد


على الرغم من أنني مصري مسلم وكل مؤمن يعتز بدينه الإ أنني أعترف بأن هناك اضطهاد حقيقي في مصر يمارسه أتباع الديانة الاسلامية بما فيها مؤسسات الدولة ضد كافة الديانات الأخرى سواء كانت مسيحية أو بهائية أو لادينية والاسلام بريء من كل هذا الاضطهاد ,

وقبل أن تقرأ المدونة عليك أن تفترض نفسك مكان الأخر قبل أن تطلق أحكامك على الأخر

لو كنت مسيحيا لكنت سأرفض الأقوال التي يرددها المسلمون دائما وخصوصا من تياري الأخوان والسلفيين عندما يُسئلون عن حقوق الأقباط فيردون بجملتهم العنصرية والفوقية المعتادة ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) فليس لأحد فضل على أحد وكنت أيضا سأرفض استعانتهم بالأيات القرانية والأحاديث النبوية ليتحدثوا عن حقوق الأقباط ويقولون أسطوانتهم المعتادة أن الاسلام أمرنا برعاية الأقباط فأقول ( أنا ابن هذه الأرض الطيبة التي اسمها مصر وأريد أن أتنعم بحقوقي الكاملة لأنني مصري وليس للاسلام ولا لأي مسلمين أي فضل عليّ فأنا لا أؤمن بالاسلام من الاساس وهو ليس شريعتي وعلى الأخرين أن يحترموا ايماني ولكني أؤمن بالمصرية وأن أي شخص ولد على هذه الأرض ينبغي أن يتنعم بكافة الحقوق ويقدم كافة الواجبات طالما أنه مؤمن بالمصرية وحقوق المصرية , وأنا لم أعد أريد أن أسمع أنني أتنعم بحقوقي لأن من يحكموني قد أمرهم دينهم بذلك وليس من حق أي حد أن يدعي أنه يمن عليّ بعد الأن باسم الدين )

لو كنت مسيحيا لكنت أعلنت وبأعلى صوت أنني أرفض التعايش في وسط من يتعمدون تجريح ديني كل يوم بل ويصرون في كل المواقف على إذاعة الأيات القرانية في كافة وسائل الأعلام حتى الوسائل اللادينية التي تردد ليلا ونهارا ( إن الدين عند الله الاسلام ) ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) هم لهم الحق في أن يؤمنوا بذلك ولكن ليس لهم الحق في أن يسمعونني بذلك فليس من حرية إقامة الشرائع الدينية إيذاء عواطف ومشاعر الذين لا يؤمنون بهذه الشرائع ومن حقي أيضا الأ أسمع خطباء السلفية يخطبون يوم الجمعة ضد ايماني أو حتى ضد أصدقائي المسلمين الذين يقدمون لنا التهاني في عيدي

لو كنت مسيحيا لرفضت المادة الثانية من الدستور رفضا قاطعا وخصوصا أنها لا تعترف الا بالاسلام دينا رسميا ووحيدا للدولة وفوق ذلك يصر الدستور على أن مبادىء الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع فلو كنت مسيحيا فمن حقي أن يعترف الدستور بأن الديانة المسيحية هي الديانة الثانية للدولة وأن مبادىء شريعتي هي المصدر الوحيد لتشريعي

وأين ذهبت هوية مصر المسيحية التي هي جزء من هوية مصر الشاملة وأين ذهب تاريخ القرون العديدة التي كانت فيها مصر لمئات السنين مسيحية وقبلها ألاف السنين فرعونية وبجرة قلم يتم محو هوية مصر التعددية والتي أثرت الحضارات والديانات والثقافات على مر العصور في تشيكلها وبمادة في الدستور يكون الديكتاتورية لهوية واحدة على باقي الهويات

لو كنت مسيحيا فمن حقي التزوج بأية امرأة أحبها وأعشقها حتى لو كانت مسلمة وطالما أن العشيقة توافق على ذلك الارتباط , وليس من حق أحد مهما كان لا قانون ولا تشريع ولا رجال دين ولا أي بشر أن يتدخل في قلبي وقلبها فليس من مهمة الدساتير التدخل في حب الناس وليس من مهمة المحكمة أن تحكم ببطلان هذه العلاقة لأن الزوج غير مسلم

لو كنت مسيحيا فمن حقي الأ أجُرح وأحس بأن المعاملة قد اختلفت عندما يعرف هويتي المسيحية الذي لم يكن يعرفني فمن حقي أن تصبح الديانة المسيحية شيئا عاديا في المجتمع وأن المسيحيين ليسوا غرباء عن المجتمع والا يبدون وباستمرار كأنهم ضيوف على مصر أو شيء غريب عن الجسد المصري

لو كنت مسيحيا فمن حق زوجتي المسيحية أن ترتدي ما تشاء والأ يفرض عليها الحجاب باسم التقاليد كما يحدث في بعض قرى الصعيد

لو كنت مسيحيا لطلبت بأن أبني كنسيتي بكل حرية كما يفعل المسلمون وليس من حق أحد مهما كان أن يكون وصيّ على أتباع ديانتي في بناء دور العبادة

لو كنت مسيحيا لطلبت أن يكون تدريس التاريخ المسيحي أساسيا في المناهج التعليمية كالتاريخ الاسلامي ولماذا أنا وحدي يطلب مني أن أحفظ الايات القرانية والاحاديث النبوية في مناهج اللغة العربية مع أنني لا أدين بالاسلام والمسلم لا يحدث له المثل , فمن حقي أن يعرف الاخر سماحة ديني كما أنني أعرف سماحة دينه ومن حقي أيضا أن يدرس الانجيل على المسلمين كما يدرس القران على المسيحيين

لو كنت مسيحيا لطلبت أن يكون هناك تشريع يحرم من الخوض في شرائع الأخرين والتشكيك فيها وخصوصا أولئك من المسلمين الذين يصدعون دماغي كل يوم بأن الأنجيل تم تحريفه

لو كنت مسيحيا لطلبت أن يكون تولي المناصب بناء على الكفاءة وأن الدين ليس شرطا في تولي المناصب العليا حتى منصب رئيس الجمهورية فالكفاءة وحدها ينبغي أن تكون هي المعيار

لو كنت مكان مسيحيا وكنت مكان كاميليا شحاته لخرجت للمجتمع معلنا رفضي التام لتدخل العبّاد في ايماني فليس من حق أحد أن يعرف العلاقة بيني وبين ربي ولرفضت رفضا قاطعا أن يتم استخدام ايماني بدين معين لتحقيق مكاسب سياسية لطرف على حساب طرف

لو كنت مسيحيا لطلبت أن تكون الصلوات في الكنائس علنية ويستخدم فيها مكبرات الصوت مثلما يفعل المسلمون ذلك ومن حقي أن ترفع الصلوات في الكنائس ولماذا أنا وحدي أقوم كل يوم فجرا إثر سماعي لمؤذن الاسلام وأتقبل ذلك بكل سرور لأن ديني يحتم عليّ أن أساعد الأخر في إقامة شعائر دينه

لو كنت مسيحيا لطلبت أن يكون يوم الأحد يوم عيدي أجازة رسمية في البلاد ولماذا يحتفل شركاء الوطن من المسلمين بعيدهم الاسبوعي يوم الجمعة وأنا لا أحتفل بعيدي الاسبوعي

لو كنت مسيحيا لرفضت رفضا قاطعا أن يتم إهانة رموز ديني سواء من رجال الدين أو أماكن عبادتي والتجمهر أمامها فينبغي احترام قدسية ديني كما أنني أحترم قدسية دين الأخرين

لو كنت مسيحيا لطلبت إلغاء كافة شروط التميز التي تجعلني أشعر وكأنني مواطن من الدرجة الثانية , فعندما يُعين محافظ قبطي يثور عليه المسلمون بشعار اسلامية اسلامية

أخيرا يا صديقي المسلم لا أريد أن استفزك من هذه المدونة ولكن شقيقك المسيحي مجروح وأنت تصر كل يوم تساهم في إضاعة حقه , أيها المصريون تعالوا معا إلى كلمة سواء لا خلاف عليها أن كل مصري يشرب من ماء النيل ينبغي أن يتنعم بحقوق المواطنة المصرية كاملة دون أي تمييز

أقول كلمة أخيرة للمشاكسين من المسلمين ليس معنى أنني اساند المسيحيين وأتعاطف معهم في هذه الظرف العصيب أنني مسيحي بل أنا مسلم ولكني مصري قبل كل شيء وإيماني بالمصرية واعتزازي بها يحتم علي أن أقف مع المظلومين الذين لا ينعمون بحقوق المصرية فهذا هو أصعب ظرف يعايشه شركاء الوطن من الأقباط وقلوبنا معهم واليوم تأكدت بأن مدنية الدولة المصرية أصبحت أمرا لا مفر منه على الجميع

محمد سعد فايد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك غير مطلوب أي بيانات أو حتى أيميل