السبت، 30 أبريل 2011

علي من سيطلق الإخوان الرصاص؟

عادل حمودة يكتب:
علي من سيطلق الإخوان الرصاص؟
- فشلوا في قتل عبدالناصر ومبارك ..لكنهم نجحوا مع السادات
- ثروة حبيب العادلي: 23 شقة و11 فيللا في مارينا والسخنة وقصر في أكتوبر به حمام سباحة ضد الرصاص وشريك في قري سياحية ومراكز تجارية
لاتزال الشرطة في مأزق حرج.. يصعب عليها الخروج منه بمفردها.. لو تدخلت لفض ما يعكر صفو الأمن اتهمت بالتعسف والتجاوز.. ولو رفضت التدخل اتهمت بالتقصير والغياب.. تفتح الشباك أم تغلقه؟
وحالة الأمن غير مطمئنة مهما كانت التصريحات والتمنيات.. وكل مواطن يعود إلي بيته سليما يحمد الله علي أن اليوم مر علي خير.. فلا أحد يعرف شر المستخبي.. لكن.. شيوخ السلفية وقادة الإخوان وأمراء الجهاد يعرفون.. فهم مستفيدون من غياب القانون.. ويصرون علي إغفاله.. ويحكمون بعيدا عنه.
لقد قطعوا أذن قبطي في قنا فلم يحاسبهم أحد.. وسعوا إلي رجم امرأة في اسيوط فلم يوقفهم أحد.. وحرقوا كنيسة في أطفيح فلم يحقق أحد معهم.. بل استعان المجلس العسكري بشيخ منهم كي يرضيهم ويقنعهم بإعادة بناء الكنيسة علي حساب القوات المسلحة في نفس مكانها.. وكان ذلك اعترافا من أعلي سلطة في البلاد بشرعية حكمهم.. وتكرر ذلك فيما بعد كثيرا.
إنهم ليسوا أقوياء وإنما نحن ضعفاء.. هم لا يحكمون بأمر الله وإنما بأمرهم.. ولو كانوا قد خرجوا عن القانون فنحن لم نعاقبهم.. ولو كانوا قد تمادوا في أفعالهم إلي حد نصب سرادق عزاء علي شريط قطار الصعيد احتجاجا علي تعيين محافظ شرطي قبطي في قنا فنحن السبب.. فقد دللناهم.. وقدسناهم.. ووقرناهم.. وغفرنا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر.. وسلمنا بسلطتهم وسلطانهم.. وعلينا أن نتحمل ما هو أكثر من ذلك.
وكل التنظيمات والتيارات الدينية تعيش حالة من النشوة والاستعلاء.. فكل الملفات التي كانت ترصد سوابقهم وخططهم ومؤامراتهم قد حرقت وفرمت.. وكل محاولات إعادتها تحتاج عمرا.. فالأمن أصبح بلا ذاكرة.. وكلما سعي لاستردادها ضربوه علي رأسه كي يفقد الوعي من جديد.
تنصل الإخوان من كلامهم المعسول عن حقوق المرأة ومساواة الأقباط ليقولوا علنا إنهم يسعون إلي تطبيق الحدود بعد امتلاك الأرض.. لم يحتملوا طويلا ترديد جمل كتبت لهم عن التسامح والرحمة وقبول الآخر وتداول السلطة ورفض الدولة الدينية وأخرجوا ما في صدورهم من طيور جارحة.
وفي غياب الدولة نصب أمراء الجماعات الإسلامية في الصعيد أنفسهم قضاة.. يفرقون بين المرء وزوجه.. ويحكمون في نزاعات حدود الأراضي.. ويحددون أرباح التجارة.. واسعار المحاصيل.. وقيمة دية القتل.
وانضم إلي الخارجين عن القانون بلطجية يسيطرون علي أحياء خلفية كاملة بالسنج.. وعصابات منظمة للسرقة والخطف.. وهؤلاء رغم شراستهم وقسوتهم هم أسهل من تتعامل الشرطة معهم.. وكثيرا ما وضعتهم في حجمهم.. وقبضت عليهم متلبسين بما ارتكبوا من جرائم.. فقد أعادوا طفلة مخطوفة إلي أهلها.. وقبضوا علي لصوص الآثار.. وأمسكوا بسارقي أموال جمرك بورسعيد.. في نجاحات متتالية تؤكد أن الأمن الجنائي سهل استرداده.. لكن.. الكارثة لاتزال في الأمن السياسي.
والحقيقة أن المشكلة ليست في الشيء وإنما في إدارته.. المشكلة ليست في السيارة وإنما في سائقها.. ليست في القلم وإنما فيمن يكتب به.. ليست في الشرطة وإنما فيمن كانوا يوظفونها لصالح النظام فساد ولصالحهم.. وكل حوادث المرور لم تلغ حاجتنا للسيارة.. وكل جرائم النشر لم تفرض علينا كسر القلم.. وكل تجاوزات وزراء الداخلية لم تنف حفاظنا علي أهمية الشرطة.
إن جريمة حبيب العادلي الكبري أنه أفسد جهازا عريقا في حماية الوطن والمواطن.. وهو ما أبقاه في مكانه أكثر من 13 سنة.. وهي مدة طويلة أخذ فيها نصيب 4 وزراء داخلية علي الأقل.
وفي مقابل الخدمات القذرة التي قدمها للنظام السابق راح يغرف وينهب ويكنز ثروات تجاوزات المليارات.. فحسب ما جمعت أجهزة رقابية من معلومات فإنه يمتلك ثلاث شقق في ميدان لبنان.. و20 شقة في الإسكندرية.. وجناحين في فورسيزونز سان ستيفانو.. وثماني فيللات في مارينا.. اثنان له وأربعة لأولاده واثنان لحارسه.. وقصر خرافي في مدينة 6 أكتوبر به حمام سباحة محصن بزجاج ضد الرصاص.. وفيللا في رأس سدر.. وأخري في العين السخنة.. وثالثة في طريق الواحات كان يستخدمها لنزواته الخاصة بعيدا عن العيون.. بجانب مشاركة في قري سياحية ومراكز تجارية.. دون أن ينسي تهريب أمواله إلي الخارج ليسجل لنفسه السبق في ذلك بين كل وزراء الداخلية.
ويجمع كل الذين عملوا معه علي أنه لم يكن ضابطا محترفا لكنه كان يفعل كل شيء من أجل المنصب.. وهناك شك في أن حادث الأقصر الذي جاء به وزيرا من تدبيره وهو مدير لجهاز أمن الدولة.. وهناك ما يشبه اليقين بأن تفجيرات الأزهر وحادث كنيسة القديسين في الإسكندرية مؤامرة دبرها للاستمرار في منصبه.. والإفراج عن المتهمين في هذه الجرائم دليل علي برائتهم منها.. لكن.. يفترض أن نحقق معه في هذه الجرائم الأخطر.
وطوال عمره الوزاري لم يدخل غرفة العمليات ولا مرة واحدة.. وعندما انفجرت مظاهرات 25 يناير تابعها من مبني أمن الدولة القريب من بيته في 6 أكتوبر.. وعندما اقترحوا عليه أن يخرج مبارك ليتحدث إلي الناس مبكرا قال من طرف أنفه : " إن لعبة الشطرنج لا يمكن أن تبدأ بنزول الملك للقتال".. وعندما انهارت الشرطة لجأ إلي وزارة الداخلية ليعرف المتظاهرون بوجوده فيأمر بإطلاق النار عليهم بدعوي حماية المبني من السقوط في أيديهم.. وتحت ستار الظلام حملته سيارة عسكرية مصفحة إلي المبني الرئيسي لأمن الدولة في مدينة نصر.
والمثير للدهشة أنه ظل بملابسه الكاملة في انتظار استدعائه لحلف اليمين أمام مبارك في وزارة أحمد شفيق.. إنه نوع من المجرمين يوصف بالسيكوباتي.. ضميره غائب.. لا يشعر بذنب ارتكبه.
ولم يكن منافسه حسن عبدالرحمن مدير مباحث أمن الدولة بأفضل منه.. فقد تطوع بتنفيذ تعليمات أحمد عز وسوزان مبارك بتزوير الانتخابات.. واكتفي بمباركة من حبيب العادلي.. وهي جريمة إضافية يجب محاسبته عليها.. فعل ذلك كي يكون وزير الداخلية القادم الذي يحلف اليمين أمام جمال مبارك.. وفي الوقت نفسه لم ينس نصيبه من الثروة.. شركات.. وعقارات.. ومضاربات في البورصة.. وسبائك ذهبية تحولت إلي كنز ينافس ما في مغارة علي بابا.
وبعد أن حلف محمود وجدي اليمين لم يتردد في اجتماع خاص بينه وبين مبارك أن يقول له : إن وزارة الداخلية التي يتسلمها لا تزيد عن أطلال وخرائب خالية من الجنود والضباط.. وعندما سأل مبارك عن قوات الأمن المركزي سمع منه : إنها قوات لم تكن لتزيد عن 100 ألف جندي لم يبق منها سوي أقل من الخمس.. أما الضباط الذين لا يزيد عددهم عن 63 ألف ضابط فلا وجود لهم في الوحدات والأقسام ومقار أمن الدولة.
وحاول الوزير الجديد أن يبيض وجه الشرطة بفلسفة جديدة تضعها في خدمة المواطن.. وكان أول ما فعل معرفة المتسببين في معركة "الجمل".. وكان تقريره الذي وصل إلي النائب العام السبب المباشر وراء القبض علي إبراهيم كامل وعائشة عبدالهادئ وماجد الشربيني وغيرهم.
وبعد أن نجح في أن يعيد تماسك رجاله كان هناك من يصر علي أن يهتزوا من جديد.. فقد كانت هناك جماعات بعينها تصر علي الفراغ الأمني.. كي تواصل تنفيذ ما تهدف إليه.. ورغم أنها نجحت في تهريب لواري ترحيلات وسيارات نصف نقل إلي منظمة حماس في غزة ومعها مساجين جري تحريرهم ببلدوزرات ومدافع مضادة للدبابات من السجون (حسب تقرير في وزارة الخارجية) فإن القوي المستفيدة من غياب الأمن واصلت هجومها علي مقار الشرطة.. خاصة أمن الدولة.. مستغلة كراهية الناس لها.. كي تحرق سجلات سوابقها الجنائية.. وتمسح من الذاكرة جرائمها السياسية.. دون أن تتذكر أن التاريخ شاهد إثبات مستمر إلي يوم القيامة. وقد قضت هذه القوي علي ما عرف بأخلاق الثورة.. فالوحدة الوطنية انقلبت إلي طائفية.. والتسامح تحول إلي تعصب.. والانضباط انفجر بالتسيب.. والشعور بالأمان تناثر شظايا من الخوف.. خوف من عصابات السطو المسلح علي الممتلكات.. وخوف من تنظيمات السطو الديني علي السلطة.. وخوف من جماعات السطو الأخلاقي علي الحياة الخاصة.
ويتصدر السلفيون مشاهد الرعب علي مسرح الدولة الدينية.. لكنا.. نعتقد أن الإخوان هم من يحركونهم من وراء الستار كي نستجير بهم.. ونتحمس لهم.. ونوليهم علينا.. ليكشفوا بعد أن تسقط ثمرة الحكم في حجرهم عن وجههم الحقيقي.. والتجربة ليست بعيدة عنا في غزة.
ونتحدي أن يكون الإخوان وعدوا بشيء ووفوا به.. أو تحالفوا مع غيرهم واستمروا معه.. فتاريخهم كله مؤامرات ومناورات.
لقد مد جمال عبد الناصر يده إليهم بعد ثورة يوليو وقرأ الفاتحة علي قبر حسن البنا وقدم المتهمون بقتله إلي المحاكمة وأدخل عناصر منهم في لجنة الدستور.. وأدخلهم الوزارة.. لكنهم أرادوا السلطة وحدهم.. فدبروا محاولة قتله.. لكن.. الرصاصات التي أطلقت عليه في المنشية أصابت أنور السادات في المنصة.. وكانت حياته جزاء إعادتهم للنور بعد عصور قضوها في عتمة السجون.. وتكرر السيناريو مع مبارك في سبع محاولات اغتيال مقابل عشرات القضايا ومئات المعتقلين.
وسيتكرر السيناريو نفسه مع السلطة القائمة.. ستكون خطط الاغتيال جاهزة لو لم يضعوا السلطة كاملة في جيوبهم.. هذه حقيقة وليست نبوءة.. لكن.. تري من سيكون الهدف القادم الذي يقلب السحر علي الساحر من جديد ؟.
وهم أكثر الجماعات استفادة من إصابة الأمن بالشلل.. فهم يتحركون بحرية.. ويجتمعون دون الحاجة للتخفي والسرية.. وتحرروا من ضغوط ما في ملفاتهم الأمنية.. إنها فترة الفراغ التي يجب أن يستغلوها كاملة وبأقصي سرعة قبل أن تسترد الدولة كيانها ويسترد الشعب وعيه.
لكن.. ثمن الفراغ فادح.. اقتصاد في غرفة الإنعاش.. شعور غائب بالأمان.. تصفية حسابات بسيل من البلاغات.. تفتيش في العقول والضمائر بكلمات جارحة لا أحد يحاسب عليها.
علي أن هناك من يعجبه ذلك ويصر عليه.. فهو يريد مصر كاملة في جيبه ولو كانت خرابة.. فهذه فرصته التي انتظرها طويلا ليقيم عليها إمارة.

الجمعة، 29 أبريل 2011

على السمان وجابر عصفور في برنامج مصر النهاردة


رسالة من حنا حنا المحامي للكاتبة الأستاذة فاطمة ناعوت



الاستاذة الفاضلة فاطمه ناعوت
قرأت بإعجاب مقالتك . وهذا الاعجاب سبق أن عبرت لك عنه فى عدة مقالات لك إذا كنت تذكرين ذلك. كذلك أشرت فى مقالى الاخير "عن الماده الثانيه" إلى عبارتك البليغه "أن العلاقه بين الانسان وربه خط رأسى لا يشاركه فيها أحد, أما علاقة الانسان بينه وبين بنى وطنه فهى علاقه أفقيه". أى أنى لم أخف إعجابى بفكرك وبإيمانك بوطنك, وبفهمك الحقيقى عن الدين الاسلامى.
كما أنى أدرك أن كتاباتك فتحت عليك فوهات المدافع الرشاشه والنابلم. ولكنك كمؤمنه برسالتك كنت دائما صلبه يدفعك إيمانك بوطنك وبفكرك أن تستمرى فى رسالتك دفاعا عن مبادئك ومبادئ مصر ووحدة مصر التى لن تعرف لها كيانا قويا إلا بالوحده والاتحاد والتضافر والتآخى والدفاع عن المبادئ الالهيه أى الدفاع عن الحق, لان الله حق.
لذلك حين قرأت مقالك الاخير فى الاقباط الاحرار – نقلا عن اليوم السابع – لا أخفيك سرا فى أنى فتشت وبحثت عن صلابتك ودفاعك عن مبادئك, ولكن كم أدهشنى أنك تنسحبين من المعركه. علما بأنك قد صدقت وأصبت كبد الحقيقه فى قولك "قلة كتابات المسلمين المستنيرين فى مصر عن حقوق الاقباط المهدره منذ عقود إما يأسا من الاصلاح أو خوفا على أسمائهم .....
متناسين أن ضمانة حقوق الجميع هى الضمانه الوحيده لحقوقهم هم ..."
وسبب انسحابك هو رسالة الاخ المسيحى الصيدلى المثقف الذى طلب منك "شكرا وكفايه كده". وإذا بك تنسحبين راضية مرضيه رغم إيمانك بأن الامر مناطه وحدة الوطن وتماسكه.
ومهما يكن من أمر فالبادى أنه يتعين أن أناقش أقوال السيد الصيدلى المثقف. فمن الامور التى تدعو إلى الاسف أن أغلب المسيحيين يستكينون إلى أيات فى الكتاب المقدس تساعدهم على السلبيه المطلقه, علما بأن هذه الايات فى الحقيقه تفرغ من مضمونها. وكنت دائما انتقد تلك السلبيه التى لا تعرفها المسيحيه, ولكن آن الاوان كى أناقشها وأبين وجه الخطأ فى فهمها.
من الايات السلبيه "أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم", "فى العالم سيكون لكن ضيق ولكن ثقوا أنى قد غلبت العالم", "من ضربك على خدك الايمن در له الآخر أيضا". ومثل هذه الايات يستعملها أغلب المسيحيين كمبرر للاستكانه والسلبيه. وهو للاسف الشديد فهم خاطئ إلى أبعد الحدود.
إن من يستكين إلى هذه الايات نسى أن السيد المسيح نفسه استعمل كرباجا لطرد اليهود من الهيكل قائلا لهم "بيتى بيت الله يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص". فقد نسى هذا الأخ الصيدلى كغيره من الكثير من المسيحيين أن الانسان المؤمن يتعين أن يكون إيجابيا شجاعا حفاظا على دينه وقيم ديانته ومبادئها. أما السلبيه المهينه فهى تؤدى إلى ضعف معتنقى الديانه – أى ديانه.
لقد نسى هذا الاخ ومثله كثيرون أن السيد المسيح نفسه حين صفع وهو مساق إلى الصليب لم يدر الخد الآخر بل قال لمن صفعه "لماذا تضربنى؟ "
فمثلا "سيكون لكم ضيق فى هذه العالم ولكن ثقوا أنى قد غلبت العالم". فهذا يعنى أننا سنضطهد من أجل اسم المسيح. ولكن المسيح سوف يغلب العالم. مفاد هذا أن الانسان لا يستسلم للاضطهاد ولكنه يقاوم ويعمل ويجاهد ثم يقف معه المسيح ليغلب العالم. إن المسيح لن يغلب العالم من أجل المسيحيين بينما هم نيام مكتوفى الايدى. عليهم أن يقاوموا الظلم ولا يستسلموا للاضطهاد حتى ينصرهم المسيح وبهم يغلب العالم. وفى هذا قال السيد المسيح: أنا أعمل وأبى يعمل. أى أن المسيح طلب منا العمل دائما وليس الاستكانه والامتثال للظلم بل نقاوم الظلم, وفى هذه الحاله سوف ينصرنا المسيح.
المسيح نفسه حين لطمه الحارس لم يدر له الخد الآخر, بل قال له لماذا تلطمنى؟ إن كنت فعلت رديا فاشهد بالردى. علما بأن السيد المسيح قد أتى لرسالة الخلاص كى يصلب ويموت من أجل أن يحمل خطية العالم حتى يخلص الانسان من عبْ خطية أدم. مع ذلك فهو لم يستكن للإساءه.
كذلك الايه القائله "أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم". هذه الآيه جاءت لبنى إسرائيل عند خروجهم من أرض مصر. فهى قد قيلت فى مناسبه معينه لغرض معين. فلا يجوز أن نأخذ هذه الآيه ونطبقها عمال على بطال كى نبرر بها سلبيتنا.
أستاذه فاطمه, إن حق الدفاع الشرعى أقرته كل الاعراف والقوانين والاديان بما فيها الدين المسيحى. ولكن للأسف بعض المسيحيين يأخذون الآيه كمبرر للسلبيه. بينما قال السيد المسيح "أنا أعمل وأبى يعمل". ذلك أن المسيحيه وإن لم تشجع ولا تقبل العدوان إلا أنها أيجابيه وليست سلبيه. ومن الايجابيات حق الدفاع الشرعى.
يتبين من هذا ان الصيدلى المسيحى ليس مثقفا. وكم كنت أود أن تذكرى أسمه حتى نجادله مجادلة تنفعه. وهنا يثور التساؤل: هل لو اختطفت بنت هذا الصيدلى سوف يصمت والرب يدافع عنه؟ هل لو هاجمه بعض المتطرفين لتدمير صيدليته سيقول "أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم" أم أنه سوف يستنجد بالبوليس وإذا كان له جيران من أصدقائه سوف يلجأ أليهم لحمايته وحماية صيدليته؟ بل أكثر من ذلك إذا كان لديه هراوه سوف يستعملها حفاظا على ماله.
إن قول السيد المسيح "فى العالم سيكون لكم ضيق, ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". نعم ... هذا صحيح ولكن السيد المسيح لم يقل اصمتوا واسكتوا وسوف أحارب عنكم. هذه ليست المسيحيه فى شئ. كما سبق القول المسيحيه أيجابيه. المسيحى يدافع عن نفسه وعن كنيسته, وفى هذه الحاله سيقف معه المسيح ويغلب العالم. المسيحى يصل فى إيجابيته إلى درجة الموت فهو يدافع عن حقه وعقيدته إلى النهايه بل حتى النفس الاخير. لذلك سميت كنيسة الشهداء.
أستاذه فاطمه: الحياه مبادئ فإذا وجدت أنه من الاصوب التخلى عن مبادئك فهذا شأنك. ولكن يصعب على أن أقتنع بأن كلمه من صيدلى محل جدل, تجعلك بهذه البساطه تتخلين عن مبادئك ورسالتك. هل تقصدين أنك سوف تقبلين الضير والظلم على شريحه من أبناء وطنك؟ لا أعتقد أبدا فكما قلت لك إن الحياه مبادئ وكم من عظماء دفعوا ثمنا باهظا من أجل مبادئهم. فهؤلاء لا يموتون.
إن أصحاب المبادئ هم النواه التى ستنمو وتترعرع من أجل ازدهار مصر وتماسك مصر ونجاح مصر.
وفقك الله إلى ما فيه خير مصر.
حنا حنا المحامى

الخميس، 28 أبريل 2011

شرف لك ان تستقيل الأن

الراسل: ميلاد إلياس | الجمعة ٢٩ ابريل ٢٠١١

أقول "شرف لك أن تستقيل" للسيد اللواء "عماد ميخائيل" محافظ "قنا" المجمَّد بقرار من رئيس الوزراء، والذي لم يتسنى له دخول مبنى المحافظة لممارسة عمله كمحافظ لـ"قنا" ولو لخمس دقائق!!

ولسنا نعلم ما معنى قرار رئيس الوزراء بتجميد نشاط محافظ "قنا"، وذلك قبل أن يبدأ نشاطه ولمدة ثلاثة شهور، ولماذا ثلاثة شهور؟!! وماذا سيحدث بعد ثلاثة شهور؟ هل سيغيِّر السيد رئيس الوزراء شعب محافظة "قنا" بالكامل حتى يظل "عماد ميخائيل" محافظًا لـ"قنا"؟!!
فأقول للسيد "عماد ميخائيل"- المحافظ المجمَّد نشاطه- أفضل لك وأشرف أن تتقدَّم باستقالتك الآن وليس بعد ثلاثة شهور حتى لا يتم إقالتك..
وأقول للسيد رئيس الوزراء شرف لك أن تستقيل.. لقد سقطت في الاختبار الصعب الذي وضعت نفسك فيه، وسقطت معك هيبة الدولة.
كان من الممكن أن تختار أكثر من أربعة محافظين أو خمسة أقباط بدلًا من واحد.
كان من الممكن أن تعيِّن السيد "عماد ميخائيل" محافظًا لـ"القاهرة"، وإنه كان من المتوقَّع عدم التظاهر ضده ولا المطالبة بتجميده..

لقد سقط رئيس الوزراء وأطاح بالمواطنة!!!
نقول نحن الآن لم نسمع ولن نسمح لأي أحد يتشدق بمبدأ المواطنة والمساواة والعدالة.. لقد سقطت كل الشعارات الرنانة بأننا "نسيج واحد".
إن قرار رئيس الوزراء بتجميد نشاط محافظ "قنا" القبطي إنما هو مؤشر خطير جدًا جدًا لأنه يعني غياب هيبة الدولة وسقوط القانون.. ويسمح ويشجِّع كل مواطن "مسلم" كان رئيسه في العمل مسيحيًا، عليه فقط أن يتظاهر ويطالب بتغييره!!
أقول وأؤكِّد إنه لا يوجد أي قبطي في "مصر" إلا وكان يتوقَّع عزل وإقالة المحافظ الجديد قبل توليه مهامه، وذلك لاهتزاز ثقة الأقباط في تحقيق هيبة الدولة.
من المؤسف جدًا أن بعد ثورة 25 يناير المجيدة، ثورة الشباب الأحرار، أن نرى إنه مازال يُلوى ذراع "مصر" من قِبل الصوت العالي والمتشددين، بل يصل الأمر إلى كسر ذراع "مصر"!
ألا ترى معي عزيزي القارىء أن ثمة روابط بين هذه الأحداث:
أولًا- عقد مؤتمر جماهيري حاشد للإخوان المسلمين (في إمبابة)، ويعلنوها صراحةً إذا وصلوا إلى الحكم سيطبقون الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود وعدم إجازة القبطي أو المرأة رئاسة الدولة.
ثانيًا- تصريحات السادة قادة الجماعة السلفية بأنه سوف يتم التنسيق والتحالف مع الإخوان المسلمين في الانتخابات القادمة.
ثالثًا- ظهور قادة الجماعة الإسلامية وتصريحاتهم بأنهم يتمنون بل وسوف يسعون إلى إقامة الجماهيرية العربية الإسلامية في "مصر"، وتطبيق الحدود وعزل الأقباط.

رابعًا- مظاهرات واعتراضات بشدة على تعيين محافظ قبطي في "قنا"، كانت في البداية مظاهرات مطالبة بأن يكون محافظ "قنا" مدنيًا وليس من جهاز الشرطة أو الجيش، وبعد يومين من المظاهرات ظهرت أصوات المتشددين من الإخوان والسلفيين مطالبين بعزل المحافظ الكافر، حتى استجاب رئيس الوزراء وأصدر قراره بتجميد نشاط السيد المحافظ!!
ضع هذه الأحداث أمامك عزيزي ستجد أن جميعها مرتبط ببعضه، وأن الدولة "مصر" ذاهبة إلى الهاوية!!
ماذا تريدون؟ هل تريدون "فلسطين" جديدة؟ هل تريدون "صومال" آخر؟ هل تريدون "أفغانستان" أخرى؟
ماذا بعد التجميد؟؟ وماذا بعد مرور الثلاثة شهور؟ هل سيتم الإقالة، أم سيُطلب من المحافظ تقديم استقالته؟!!
من الأفضل الآن وقبل مرور الثلاثة شهور أن يرحل المحافظ ويرحل معه رئيس الوزراء، إما سيرحل المحافظ بعد ثلاثة شهور، ويبقى رئيس الوزراء، وتسقط المواطنة وهيبة الدولة والمساواة والعدل!!
الاقباط متحدون

فاطمة ناعوت تعقب على مقالة الكاتب الساخر فيليب فكري

لقــاء قناة السي تي في مع الكاتب الساخر فيليب فكري

أنا من البلد دي للكاتب الساخر فيليب فكري





شاهد المقابلة لنفس الكاتب على قناة السي تي في

لا تكتفوا بطرد المحافظ القبطي, أطردوا كل الأقباط من مصر

بقلم حنان ساويرس 

تشهد محافظة قنا هذه الأيام مظاهرات عارمة من مُسلمى المحافظة وهذا لتعيين اللواء القبطي عماد شحاتة ميخائيل محافظاً لها حسب التعيينات الجديدة للمحافظين من قِبل رئيس الوزراء عصام شرف وطلبهم صراحةّ بأن يكون المحافظ مُسلماً فمعروف أن محافظ قنا الأسبق مجدى أيوب أنه قبطياً وصحيح أنه كان غير محبوب وليس مرغوب فيه من أقباط المحافظة وهذا لمحاباته للمسلمين ضد الأقباط وهذا من وجهة نظري له عدة أسباب فأنه عندما يضحك الزمان لبعض الأقباط فى مصر ويحصل أحدهما على منصب ما ولا سيما منصب مُحافظ أو وزير وهذا يكون طبعاً من النوادر فيحاول من يتولى المنصب أن يحافظ عليه قدر استطاعته فحتى لا يُقال أنه ينحاز لجانب الأقباط لأنه قبطي أو يخشى أن يتهموه بالتعصب فيبالغ فى المحاباة للمسلمين على حساب الأقباط وكأن الأقباط كُتب عليهم أن يُقهروا فى الحالتين سواء كان المسئول مسيحياً أو مُسلماً فتارة اضطهادا وهذا لو من تولى المنصب مُسلماً وتارة تمييزاً شديداً ومُبالغ فيه لو من تولاه قبطياً !! ورغم عدم وقوف المحافظ القبطي السابق مجدى أيوب بجوار الأقباط فى مشاكلهم رغم أنه مسئول عن جميع مواطني محافظته سواء كانوا أقباطاً أو مُسلمين فأن كونه قبطياً لا يعطيه المبرر في التقصير فى حق المواطنون المصريون الأقباط لمجرد أنه قبطي مثلهم فهو من المفروض أن يخدم أبناء محافظته بكل طوائفهم على قدم المساواة بدون انحياز لفريق ضد فريق ولا ينظر لصالحه الشخصي ومنصبه الذي يحاول الحفاظ عليه فقط . ورغم ذلك قال المتظاهرون وكلهم من المسلمون فحسب تصريحات الأنبا كيرلس أنه لا يوجد بينهم أقباط وأنهم يجب أن يعطون فرصة للمحافظ الجديد وبعد ذلك يُحكم عليه من خلال عمله وليست حسب ديانته أقول قال المتظاهرون المسلمون أن بسبب وجود المحافظ القبطي السابق مجدى أيوب ظهرت الفتن الطائفية بالمحافظة !! ورغم أن الحوادث الطائفية التي وقعت في قنا كانت دائماً تحدث من المُسلمون ضد الأقباط ولا دخل للمحافظ القبطي بها وكانت أشهرها مذبحة عيد الميلاد بنجع حمادي والمعروف من هم المتورطين في تلك الأحداث ومن المُحرض عليها وأنه مازال حُراً طليقاً حتى الآن ولم يُحاكم حتى يقوم بتدمير البقية الباقية من محافظة قنا .
• خرج المتشددين والمتعصبين فى محافظة قنا بعمل مُظاهرات منذ أن تم إعلان تعيين محافظاً قبطياً لها وكانت فى البداية الحُجة فى رفضهم للمحافظ أنه لواء شرطة سابق ورغم أن أغلب من تم تعيينهم من مُحافظين جدد هم من لواءات الشرطة ولكن مع ذلك حاولنا إقناع أنفسنا بأنه ربما تكون هذه هي الحقيقة وهى أن أهالي قنا قد يكونون لديهم عًقدة " العسكر" سواء من الداخلية أو الجيش ولكن سُرعان ما رُفع الستار عن المسرحية الهزلية وانكشفت الحقيقة وهذا لأنهم لم يستطيعون إخفاء حقدهم وتعصبهم نحو الأقباط فترة أطول من ذلك وبدأ المُتظاهرون في ترديد شعارات طائفية صريحة بل شعارات إرهابية مُتطرفة بدون حياء ومنها على سبيل المثال "ليه عايزينها تحصل فتنة مسلم بس اللي هايحكمنا" ، لا إله إلا الله ميخائيل عدو الله ،على على الصوت الإسلام مش هايموت قنا إسلامية إسلامية ، بالطول بالعرض هانجيب ميخائيل الأرض والعجيب أنهم رافعين لافتات مكتوب عليها " لا للفتنة الطائفية" ولا أدرى من الذي يُثير الفتنة الطائفية بهذه الأقوال والأفعال الغير مُتحضرة أم أن هذا تهديد صريح للأقباط فى حالة تولى المحافظ القبطي لمنصبه إذا تولاه ستشتعل الفتنة بمعنى أنهم يهددون الأقباط بأنه فى حالة وجود المحافظ القبطي في منصبه سوف لا ينعمون بيوم من السلام!!
• قام المتجمهرون بتعطيل حركة القطارات وقطع طريق قنا أسوان ومنع القطارات من التحرك من وإلى المحافظة كما قاموا بقطع الطريق البرى الواصل بين القاهرة وأسوان مما ينتج عنه تهديد توقف السياحة نظراً لاقتراب المحافظة من محافظة الأقصر وأسوان واللتان تشتهران بآثارهما كما هددوا بتصعيد تحركهم بقطع المياه عن محافظة البحر الأحمر وقطع الكهرباء عن المصانع الحيوية والرئيسية بالمحافظة والغريب لم يتدخل الأمن أو القوات المسلحة لفض هذه المهاترات والبلطجة التي تحدث وتنذر بزيادة انهيار الاقتصاد المصري الذي بدأ منذ بداية الثورة ولم يستقر حتى الآن رغم أن القوات المسلحة قامت باعتقال الكثيرين من شباب الأقباط بالمقطم وضربهم بالرصاص الحي الذي وقع على أثره أكثر من عشرة شهداء وهذا كان بحُجة قطعهم للطريق الدائري وهذا علماً بأن قطع الطريق الدائري لن يؤثر على اقتصاد مصر أو السياحة فيها!!
• أكدت الناشطة هالة المصري لإيلاف أن ما يحدث في قنا يسيطر عليه السلفيين وأعضاء الجماعات الجهادية فقد قاموا بتجميع التوقيعات لتنصيب أحد شيوخهم أميراً على المحافظة كما ذكرت جريدة البشاير نفس الشيء وهذا فى عددها يوم الاثنين الموافق 18 ابريل وهو أنهم قاموا بمبايعة شخص منهم كحاكم للأمارة الجديدة وهذا ما أذهلني وأهالنى فأنا عندما تأملت هذه الأفكار الغريبة والعبارات الأغرب مثل حاكم الأمارة وأميراً على المحافظة تذكرت على الفور الفيلم العربي " رسالة إلى الوالي " للفنان عادل أمام والذي كان مُكلفاً بتسليم رسالة إلى الوالي ولكن عجلات الزمن توقفت عند هذا الحدث وقبل تسليمه الرسالة للوالي وقف به التاريخ عند هذا اليوم الذي كان ذاهباً فيه بالرسالة المُهمة للوالي وعندما أفاق من ذلك لم يُدرك أن مئات السنوات مرت وهو الذي وقفت به عجلة الزمن عند هذا الحدث ورأى الوجوه من حوله تغيرت وطريقة ملابسهم أيضاً تغيرت ورأى التكنولوجيا من حوله من سيارات وتليفونات وأجهزة حديثة لم يستوعبها ولكنه كان مُصراً على تقديم رسالته للوالي وهذا على نمط فكرة أهل الكهف الذي وقعوا في سُبات عميق لم يستيقظون منه إلا بعد قرون طويلة فلم يستطيعون التعايش مع من حولهم ولم يدر كون التطور الذي مر بالبشرية وهم ساقطون فى نوم عميق أو بالأحرى موت سحيق حتى عندما استيقظوا منه لم يجدي هذا فى شيء لأن عقلهم توقف على زمنهم الرجعى الذي يخلو من أي تحضُر أو تقدم فالدنيا تتغير حولهم وهم نيام في سكون الموتى .
الجدير بالذكر أن جريدة البشاير فى نفس العدد السابق الذكر قالت أنهم جهزوا كفناً للمحافظ القبطي وكان هذا بميدان المحطة وأقسموا على قتله كما تم رفع أعلام السعودية والمناداة بإمارة إسلامية
لا أدرى ما هذا العنف والتعصب الأعمى ضد المحافظ الجديد والذي لا يعرفون عنه أي شئ فربما يكون الأفضل والأجدر والأصلح لأبناء المحافظة وما هذه الكراهية التي ليس لها أي سبب مُقنع أو منطقي سوى أنه رجل مسيحي مصري وعنفهم بشكل مُتخلف غير مُتحضر ولا يمت للإنسانية بأي صلة لدرجة أنهم قاموا بتحضير كفناً له إنذاراً بقتله وهذا يحدث على الملأ وبدون استحياء وللأسف لا يتم ردع هؤلاء من الشرطة أو الجيش ويقفون وقفة المُتفرجون وهذا بالضبط ما كان يحدث قبل الثورة تجاه قضايا الأقباط والعنف ضدهم وهذا يُنذر بخطر مُحدق على البلاد وليس على الأقباط فقط فبعد ذلك كل من يريد أن يفعل شئ ضد القانون أو يقوم بشغب أو عمليات بلطجة أو عنف فيقوم بقطع الطرق وتخريب البلد وهذا لأنهم لا يُعاقبون على إهدار المال العام ولم يخرج الإعلام المصري الهُمام بفضح أعمالهم التخريبية وترويعهم للآمنين وتوعدهم العلني بقتل المحافظ القبطي وهذا على النقيض من موقف الإعلام تجاه أقباط المُقطم الذي تم تشويه صورتهم واتهامهم بالبلطجة على ما لا يفعلونه أو على الأقل ما فعلوه لم يكون بهذه الصورة المُستبدة المُبتزة فكانت طلبات الأقباط طلبات مشروعة وغير طائفية فكانت إعتصاماتهم طلباً للحقوق المُهدرة وطلباً لبناء كنيسة قام بهدمها مُجرمون ورعاع والذي لم يتم محاكمتهم أيضاً حتى الآن ومع ذلك كان الرد على طلبهم لحقوقهم هو العنف والقتل والاعتقال والحكم على عدد كبير منهم بثلاث سنوات حبس عقوبة لهم على صرخاتهم المتأوهة وكل هذا شئ ورفع مُتظاهرى قنا ضد المحافظ القبطي لعلم السعودية شئ آخر فكيف يتجرأ هؤلاء برفع علم دولة آخري على أر ض مصر فمن هؤلاء وهل معنى هذا أن السعودية لها يد فيما يحدث فى قنا وهل السعودية تقوم باحتلال مصر ونحن أبنائها عاجزون عن الدفاع عنها ولماذا لم يتم القبض على من قام برفع علم السعودية على أرض مصر بتهمة الخيانة العظمى فهذا الفعل لا يقل فى شأنه عن تهمة التجسس على مصر لصالح إسرائيل فمن يرفع علم غريب على أرض مصر لا يؤتمن له أن يعيش فيها بل لا يستحق أن يكون من مواطنيها ولابد أن يتم التحقيق فى هذه الكارثة ولا يمر هذا الأمر مرور الكرام ولذلك ما حدث منهم ليس بمفاجأة لنا وهو ما فعله هؤلاء ضد محافظ قبطي مصري أو ضد الأقباط المصريين فواضح أن انتمائهم لأي بلد آخر إلا مصر لذلك يسعون جاهدين على خرابها بلا تردد فمن الواضح أنه تم تمويلهم من بعض البلاد المُستفيدة من تخريب ودمار مصر لصالحهم ولاسيما السعودية التي تريد إزاحة مصر من أمامها حتى تُصبح هى أكبر وأقوى دولة فى الشرق الأوسط
• لا يفوتنى التنويه على أن حزب الغد ومعروف أن مؤسسه هو أيمن نور المُرشح للرئاسة قام بإصدار بيان مفاده أن لجنة حزب الغد بمحافظة قنا فيما يخص تعيين المحافظ الجديد ترفض اختيار أحد أفراد الداخلية وهو لواء شرطة سابق وطبعاً لأن المحافظ قبطي فكأنهم أشعلوا النار الذي ترقد تحت الرماد فحتى لو كان هدفهم الحقيقي من رفضه هو أنه لواء شرطة سابق فكان يجب التروي لحساسية الموقف وإثارة بيانهم للفتنة الطائفية ولا سيما أن كثير من المحافظين الجُدد هم من لواءات الشرطة فلماذا لم يقوم الحزب بإصدار بيان عن كل مُحافظة تم تعيين مُحافظاً لها من لواءات الداخلية ولكن يبدو أن هذا السبب ليس هو الحقيقي لإصدار هذا البيان وأن هناك أمور شخصية تطغى فى أهميتها على مصلحة الوطن فكلاً يعمل لصالحه الشخصي وليذهب الوطن للجحيم .

وفى النهاية أقول هل هذا الموقف الغريب تجاه مُحافظ قبطي وطرده من قبل أن يجلس على كرسيه لحظة واحدة والتوعد له بالقتل فهل نعتبر أن هذا مشهد مُصغر أو بروفة لتهميش الأقباط وترويعهم فى حالة محاولتهم الانخراط في الحياة السياسية أم هى بروفة لطرد كل الأقباط من مصر!! فقبل الثورة كان الأقباط يُنادون بمساواتهم في الوظائف والمناصب الكبيرة والآن نرى إبعادهم تماماً بالقوة وبالبلطجة عن المناصب التي ينالونها فأرى أن ناقوس الخطر يدق بشدة طالما أن المسئولون يقفون وقفة المتفرجون وبصورة مُبالغ فيها وكأنهم موافقون على ما يحدث ولكن فى النهاية أقول لكل الأقباط أن بدت الصورة قاتمة ومُظلمة فلا تنزعجوا فالكتاب يقول " بالإيمان قهروا ممالك صنعوا براً نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود" ويقول أيضاً " فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً فى حينه".

مٌرشد ( طظ في مصر ) رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة

د. فوزي هرمينا إبراهيم

2011-04-28



ها هي بدأت تلوح في الأفق المؤامرة الدنيئة علي مصر المدنية مصر الديموقراطية مصر الليبرالية مصر الحرة الأبية مصر الحضارة العريقة مصر النيل والاهرامات لجرها وسحبها الي الخلف وبسرعة الصاروخ حيث الوهابية البدوية الرجعية العنيفة المتخلفة الرافضة والمتصادمة مع الحضارة الأنسانية العالمية الراقية والمتحضرة .. !! ؟؟
يريدون إنسحاب مصر من التاريخ وخروجها من التاريخ ذليلة مهانة علي الرغم أنها هي صانعة التاريخ والتاريخ نفسة
يريدون مساواتها بالقبليات والبيوتات والأمارات الفاسدة والعفنة لأنهم لا يستطيعون مجاراة الحضارة والنهضة العلمية الحديثة الجارفة لكل التابوهات الفاسدة والمتخلفة
يريدون إختزال مصر العريقة والعظيمة في صورة ولاية عنصرية لا تقبل الآخر ولا تحترم الآخر ولا تتحاور مع الآخر وإنما تتصادم معة وخاصة الآخر الديني
ومن فرط نرجسّيتهم يهاجمون الحضارة العالمية ثم يقتاتون منها كالهالوك المتطفل والفاسد والعفن الضار لهذة الحضارة الأنسانية الرحبة الواسعة والراقية إنة العٌهر الفكري والعفن السياسي في أوج صورة لأنة يرفع شعار حسنة وأنا سيدك .. !! ؟؟
إنها مدرسة طظ في مصر وأخواتها التي تتصدر المشهد السياسي الآن
يطالبون بتطبيق نظرية سياسية عفا عليها الزمن وأكل منها الدهر وشرب ولا تصلح لدولة عصرية حديثة فهم أشبة بمن يركب عربة من موديل عشرينيات القرن الماضي لعمل ماراثون مع آخرين يركبن أحدث الموديلات من عربات السباق الحضاري والعلمي
فهل يجوز ركوب النوق والجمال والحمير لعمل ماراثون مع راكبي الشبح والمرسيدس والماكوك الفضائي ... !! ؟؟
العالم وضع يدة علي خريطة الجينم البشري وإكتشف أسرار الكون وهم يريدون لنا الدخول في كهوفهم الفكرية والثقافية والسياسية
وهذا ضد التاريخ وضد العلم وضد الحضارة
يستغلون وسائل الديموقراطية الحديثة للوصول لأهدافهم وأغراضهم المعلنة والغير معلنة لزووم التقية ثم بعد ذلك الأنقضاض علي الديموقراطية لأن الديموقراطية هي الكفر بعينة والحاكمية للة وحدة وبئس المصير وبئس القرار ... !! ؟؟
تم برمجة الشارع المغيب تماما بأفكارهم الرجعية والمتخلفة بخطابهم الديماجوجي السٌفسطائي الغير علمي والغير عقلاني خطاب يخاطب العاطفة وهو أيسر كثيرا من الخطاب الذي يخاطب العقول . خطاب يدغدغ مشاعر الجماهير حيث الغيبيات والحوريات والجنات وانهار اللبن والعسل والخمر ولكنها غير مسكرة ... !! ؟؟
ولذلك أصبح المشروع القومي لهذة الجماهير المغيبة والملعوب في رأسها بفعل فاعل عن طريق جماعة طظ وأخواتها دخووووول هذة الجنة الموعودة والمزعومة لفض بكارة الحوريات فترجع بكراً فما أحلي البكارة بدلا من مشروع نهضوي علمي ديموقراطي إقتصادي حديث لنشل مصر من غياهب الجهل والفقر والمرض
إنها ثقافة القطيع والتدين الكاذب والانحطاط المجتمعي وذلك أيسر وأسلس وأسهل قيادة من شعب عقلاني واعي ومتعلم ومثقف
إنها ثقافة القطيع وسذاجة التفكير وسذاجة التصديق التي يبشروننا بها في مقولاتهم الأنشائية المترجلة وأحزابهم الفاشستية وبرامجهم الغيبية ... !! ؟؟؟
لا يؤمنون بالدساتير ورجالاتهم هي المسؤلة عن تعديلات الدستور .. كيف .. !! ؟؟ إنها المضحكات المبكيات في آن واحد وفاقد الشيئ لا يعطية كما نعرف ولذلك وجدنا تعديلاتهم الدستورية مشوهة ولقيطة وتفتقد تماما للحس الدستوري الوطني العريق والاصيل
أصبحوا دولة داخل الدولة وتوغلوا وتوحشوا لدرجة أنهم يريدون إلتهام الدولة كلها
فتارة يقولون إنهم يريدون 35 % من مقاعد مجلس الشعب
وتارة أخري يقولون إنهم يريدون 75 % من مقاعد مجلس الشعب
ثم يقولون نريد المشاركة لا المغالبة ثم يقولون المغالبة لا المشاركة وهلما دواليك من تصريحات مستفذة ومتعالية متكابرة ومفتعلة ومخططة في نفس الوقت لوضع الشعب والتيّارات السياسية في حالة توهان مقصودة
فمن غزوة الصناديق لأمتلاك الأرض لتطبيق الحدود للسيطرة علي مقدرات البلاد وجعل الأقباط مثل الهنود الحٌمرْ .. !! ؟؟
ولا رادع لهذا الحصان الجامح لهلاك مصر وتدميرها وتفكيكها وتخلفها كما رأينا في ولاية قناندهار الحمساوية الأخوانية ( محافظة قنا سابقاً ) ورفع العلم السعودي بدون حياء أو خجل
والحكومة المصرية (( منبطحة )) تماما أمام هؤلاء وأؤلائك ولا تتكلم عن هيبة مصر وشرف مصر إنة في الضياع التام والبقية في حياتكم علي شرف مصر وهيبة الدولة المصرية ولا أراكم اللة مكروها في عزيز لديكم ... !!! ؟؟؟
لقد تم تجميد المحافظ القبطي الوحيد إرضاءاً لجماعة طظ وأخواتها تمهيدا لتجميد جميع الأقباط في المرحلة اللاحقة فلا ولاية لقبطي علي مسلم في دستور جماعة طظ وأخواتها ثم بعد ذلك تجميد المرأة حيث مكانها البيت فقط لمتعة وإمتاع الرجل وتكون معمل وماكينة لتفريخ الأطفال .... !!! ؟؟
بعد السيطرة علي الشارع وتجميد الاقباط والمرأة والسيطرة علي المجالس النيابية لم يتبقي أمامهم سوي الجيش وبحكم دستورهم المعدل حيث هم الاغلبية سيكون المرشد العام لجماعة طظ في مصر هو المسؤل عن الحكومة وهو سيكون رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بحكم منصبة الجديد وفي هذة الحالة وزارة الدفاع ستتحول الي وزارة الجهاد .. !! ؟؟
ووزارة التعليم الي وزارة الكتاتيب
ووزارة الآثار الي وزارة المساخيط
ووزارة الصحة الي وزارة الحجامة
ووزارة الثقافة الي وزارة القراطيس
ووزارة الداخلية الي وزارة العسس الليلي
ووزارة الأعلام الي وزارة السقيفة
دعونا ننتظر
إنة التزاوج بين الدكتاتورية العسكرية والديكتاتورية الدينية في أبشع صورها والذي عقد القران هو الشيخ حسان .... !!! ؟؟؟
فالدكتاتورية العسكرية تحتاج لغطاء ديني للأستمرارية والدكتاتورية الدينية تحتاج لعسكري ليصبغ عليها الحماية من الفكر العقلاني العلماني النقدي التحرري
فهل مصر مقبلة علي أسوأ أنواع الدكتاتوريات وهي ( العسكرية / الدينية ) في آنٍ واحد ... !! ؟؟
وهل يسمح المجلس العسكري الحاكم وقيادات الجيش الوطني بالتخلي عن سلطاتهم ويصبح رئيسهم وموجههم في المرحلة القادمة رئيس جماعة طظ في مصر وابو مصر حيث وثيقة فتح مصر الآخوانية تبشرنا بذلك

الفسيخة التى هزمت المشايخ ..!!

الفسيخة التى هزمت المشايخ ..!!


د. ياسر يوسف غبريال
وقال الشعب للمشايخ بيننا وبينكم الشوارع والحدايق والبحور..
وقال المشايخ للشعب بيننا وبينكم الفتاوى والويل والثبور..
وكان المشايخ يباهون الشعب انهم يقولوا الامر فينفذ دون نقاش وكما قال الشيخ محمد حسين يعقوب اتبع شيخك ولو على خلاف هواك .. لكن لما يكون الهوا هوا النيل . والهوا جميل يبقى فيه كلام تانى .. فرغم الحرب الشعواء على عيد شم نسيم لا لشىء الا لانه عيد فرعونى ويربط البعض بينه وبين اعياد النصارى .. ورغم ان الغزوة كانت مكتملة الاركان الا ان الشعب قال كلمته وخرج يحتفل بشم النسيم رغما عن انوف المشايخ .. كانت حربا منظمة ومرتبة واستخدمت فيها كل الوسائل .. وآخرها عندما خرج السلفيون فى الاسكندرية بمنشورهم ان يوم شم النسيم يوم شؤم وفجور .. الحقيقة لا اعرف معنى للفجور هنا .. فنحن نأكل السمك ولا نتحرش به .. ونلون البيض ولا نرقد عليه .. فقط نستمتع بنعم الله علينا .. وهل المتعة الحلال فى بلدنا حرام ؟؟ .. وهل مصر مثلها كمثل بلاد الصحراء حيث لا ماء ولا هواء مجرد رمال صفراء وخواء.. ولماذا نصر على نقل الصحراء الى ضفاف النيل ؟ .. قال الشيخ شم النسيم يوم فجور .. الا تستحى يا رجل ؟ .. فجور مرة واحدة .. يعنى كل الناس اللى خرجت دى فى شوراع مصر كانت خارجة للفجور ..؟ عيب عليك ..ولكنها نوع من الحرب النفسية .. عشان لما مثلا الراجل يقول لمراته تعالى نشم الهوا يوم شم النسيم تقوله عيب عليك انا فاهماك كويس .. اطلع من دول .. اخرتها كدة يا عبده .. عاوز تشم النسيم عينى عينك .. يا عينى عليا .. ولما يفغر الرجل فمه عشان مش فاهم تقوله وهى تغمز .. برضه مش فاهم ..عامل فيها اهبل .. انت مش عاوز تشم النسيم ..يقول الرجل امال اكون عاوز ايه .. نشم النسيم وناكل رنجة وبصل .. تقوله الست .. لا بقا .. لازم اقولك .. انت معرفتش ان فضيلة الشيخ قال ان يوم شم النسيم يوم فجور .. هى وصلت انك تشم عليا وانا لسه الحنة فى ايديا .. وهذا نموذج واضح لارهاب الناس باسم الدين حتى تصير حياتهم مجرد عروسة ماريونيت يحركوها كيفما أرداوا .. شمال شمال .. يمين يبقى يمين .. ثم يتنحنح الشيخ ويقول الشعب قال كلمته .. وطبعا كلمته دى يعنى كلمة الشيخ مش كلمة الشعب لان مفروض الشعب ما يكونش ليه كلمة اساسا .. فقد قال الشيخ عبد المنعم الشحات ان الديمقراطية نظام فاسد لانها تعطى حق التشريع للشعب .. وسلملى على الصناديق اللى هيركبوها لغاية ما يركبوا مصر وبعدين يحطوا فى الصناديق دى اى واحد يقول بم ..
كانت غزوة البيض والبصل والفسيخ فى شم النسيم الاخير فى صالح الشعب المصرى وفى صف الوسطية والبساطة والبهجة والسعادة وكانت خصما من رصيد البؤس وفرض السواد على مظاهر الحياة فى مصر.. مين اللى يقدر يحرم الفرحة ..السنة اللى فاتت خرج علينا شيخ جليل يحرم شم النسيم وفى السكة حرم كمان اللى يبيع البيض والملانة والبصل والفسيخ للناس .. يعنى موت وخراب ديار .. يعنى الست اللى طالعة بخمسين لمونة ..تعصرهم على العيش الحاف وتاكلهم عشان فضيلة الشيخ ..وبياع البيض يشترى فراخ ترقد ع البيض يفقس كتاكيت .. واللى بيبيع فسيخ يتفسخ جنبه .. دخل المشايخ حربا خاسرة مع البيض و الرنجة و الفرحة والتاريخ والتراث والبهجة والنيل .. كان للفراعنة اكثر من ستين عيد يفرحون بها .. وياتى اليوم من يحرم ما بقى من الفرحة .. التى قلت مع الزمن وقلة البركة .. قال المذيع للشيخ عبد المنعم الشحات طيب ما تمشيها يوم شم النسيم وليس عيد شم النسيم .. لكن الراجل راسه والف شومة .. لا دا عيد الكفار ولا خروج فيه ولا نزهة .. الخطوة القادمة فتوى بسد الانوف حتى لا تشم النسيم وسمل العيون حتى لا ترى الزهور ..
لقد احتفلت مصر كلها بشم النسيم .. مسلمون واقباط .. فقراء واغنياء .. كبار وصغار ..ع الكورنيش وفى مارينا .. فى الجنينة وع الشط .. فى الشارع وفى الميدان .. على صوت الجرس والادان .. وماحدش قال اوعى يا عم دا عيد النصارى .. ولا عيد توت عنخ امون .. دا عيد مصر .. مصر اللى لسه الاحلام فيها ممكنة .. لقد هزمت الفسيخة الارهاب الفكرى ورعاته الرسميين من مشايخ الفتنة والفرقة ..
وعلى طريقة غزوة الصناديق انهى كلامى عن غزوة الفسيخ واوجه كلامى لحسين يعقوب والحوينى وعبد المنعم الشحات وياسر برهامى ومن على شاكلتهم واقول لهم مستعيرا اسلوب الشيخ حسين يعقوب :

شكلك وحش لما تبقى فى الناحية اللى مش فيها الشعب المصرى ..كل اهل مصر كانوا بيقولوا نعم لشم النسيم.. وقصادهم من الناحية التانية .. ناس تانية اللى هما المشايخ
بيننا وبينكوا الفسيخ
وقد قالت الفسيخة لشم النسيم ايه ؟
نعم
ما تخافوش.. خلاص
البلد بلدنا ..
واللى مش عاوز يشم .. يمشى..انت حر ..الف سلامة .. عندكوا تأشيرات السعودية والصومال وطالبان
البلد بلدنا .. بلد الاقباط والمسلمين المعتدلين والناس الطيبة البسيطة ..
مع تحياتى فسخانى الثورة ..

الأربعاء، 27 أبريل 2011

المشكلة الحقيقية هى لماذا محافظ قبطى واحد؟

عادل مليكة


شكرا لمسلمى "قنا" فى رفضهم للمحافظ القبطي. فبفعلتهم هذه إنما فتحوا، دون قصد، ملف "كوتة" الأقباط على مصراعيه وكأنهم وهم غاضبون يقولون "لماذا تشركونا وتخصّونا بمخططاتكم؟!" ونحن نريد محافظا من "دمنا ولحمنا" وكأنهم يعترفون أن القبطى ليس منهم.
هذه هى النهاية الحتمية لأسلوب التفرقة العنصرية منذ "ثورة" الضباط الأحرار عام 1952.
إنزعاج أهل "قنا" له مبرره إذ لم يجدوا مبررا لهذا الموقف، فإعترضوا علي تعيين " ميخائيل" محافظا لهم وهو ضد رغبتهم فى تعيين محافظا من "دمهم ولحمهم"، أى محافظا مسلما.
فتمردوا على القانون بقطع السكك الحديدية و كبلوا الدولة خسائر فادحة لعلمهم بأن العواقب محسوبة وأن لهم من يناصرهم فى الوقت المناسب فى عصيانهم ضد المسيحيين، بل رفعوا أعلام السعودية فى سماء مدينة عظيمة بالمحروسة. ولم نسمع من الدولة أو من أى كاتب مفوه عن "الإستقواء بالخارج" وخرست الأقلام عن وصف هذا التصرف جنائيا.
نحن لا نلوم "مسلمى" قنا على هذا الموقف وهم يرغبون، كغيرهم، فى محافظ منهم لأنه إذا تصادف وجود محافظة بها أغلبية ساحقة للأقباط، أقول مثلا، وإذا تجرأ الاقباط فيها وتصرفوا محاكين مسلمى قنا فستنهال عليهم الأقلام بإتهامهم بإشعال "الفتنة الطائفية" وسيكون الضرب بالذخيرة الحيه وله ما يبرره فأمن الدولة خط أحمر!، كما حدث بالعمرامية.
أخيرا رضخت الدولة، فصدرالقرار من مجلس الوزراء بتجميد أعمال المحافظ الجديد لمدة ‏3‏ أشهر‏ وتكليف سكرتير عام المحافظة ماجد عبدالكريم بالقيام بمهام المحافظ‏.
قال أحد رؤساء القبائل إن رئيس الوزراء حقق المطلب الرئيسي لشعب قنا "وهو عدم دخول المحافظ عنوة إلي المحافظة". هذا منطق غيرمقبول وملتوى فلو كان المحافظ مسلما سيكوم دخوله أيضا عنوة.
ويقول السيد أيمن نور أن لواء البوليس هذا "ميخائيل" إشترك فى تعذيبه أثتاء إعتقاله، فهل بحث سيادته فى خلفية بقية المحافظين الأخر.
ويبرر السيد خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع أن لمسلمى قنا الحق فى الإطاحة بالمحافظ بعد أن أطاح الشعب برئيس الجمهورية. الإطاحة برئيس الجمهوري كان للفساد والظلم، فهل هذا هو الإتهام الموجه للسيد "ميخائيل" وهو لم يمارس مهام منصبه بعد؟ لنكون صرحاء، الإتهام الوحيد الموجه لسيادته هو أنه "مسيحى".
كذلك لماذا لم نسمع عن "الإطاحة" بمحافظين فى ال 28 محافظة الأخر؟. كفانا مغالطات وتبريرا للظلم! أما إنها "إذا وقع الجمل تكتر سكاكينه".
إلى من ينادون بالدولة المدنية والعدالة الإجتماعية هل تقصدون عدالة المسلم للمسلم؟ العدالة الإجتماعية تكون بمبدأ "الرجل المناسب فى المكان المناسب" بغض النظر عن كونه شيعيا أو إمرأة أو قبطيا، وأتمنى أن تكون هذه الواقعة ضربة فى جنب نظام الكوته وتؤدى الى إلغائه.
السؤالا الذى يفرض نفسه فى هذه المناسبة هو: لماذا قبطى واحد محافظا؟
عندما يتعود الشعب أو يرى قبطيا سفيرا لمصر فى السعودية أو أمينا عاما لجامعة الدول العربية أو وزيرا للخارجية وليس "وزير دولة للشؤون الخارجية". وخمس أو سته محافظين وعشرون سفيرا أو سبعة رؤساء جامعة وعشرة عمداء كليات أو ثمانية وزراء ونائب رئيس جمهورية أو حتى رئيس جمهورية وتكون كلها تطبيقا لمبدأ "الرجل المناسب فى المكان المناسب" حينئذ لن يتكرر هذا الموقف الذى إتخذه أهالى"قنا" حتى لو جاءهم محافظا قبطيا فيما بعد لأنه الأنسب ولأسباب معلنة.
الحقيقة المرة أن الدولة مستمرة فى إنماء التعصب الدينى بين طوائف البلاد فتلجأ إلى طلب تدخل السلفيون لحل مشاكل الفتنة الطائفية المتغلغلة فى البلاد كما حدث فى إطفيح وفى قنا والمنيا وأبى قرقاص وعشرات المدن والقرى الأخرى.
الدولة إذ تتبع هذا المنهح إنما تضفى علي السلفيين الشرعية.
يجب تثقيف المواطن المصرى بأن معيار الكفاءه هو الأساس فى التعيين فيعتاد المسلمون بوجود عشرات من غير المسلمين السنيين مثل الشيعة وكذلك المرأة والأقباط حينئذ سوف لا يتكرر ما حدث بقنا.
قال الدكتور لويس عوض (الأقباط متحدون) "أن العفن فى عقولنا وفى حواسنا وفى كتبنا وعلى الجدران وفى الهواء والنيل ذاته قد تعفن"، كلام غاضب مُحبط لكنه حقيقة.

أبو الفتوح: حزب الإخوان خطر والتنظيمات الإسلامية تدار بشكل عسكرى




رفض الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادى الإخوانى، الخلط بين العمل الحزبى والعمل الدعوى، مؤكدا أن إدخال قيم الدين فى المنافسة الحزبية يسىء إليها، وقال فى ندوته بمكتبة ألف بمصر الجديدة مساء أمس الثلاثاء، إنه فى حالة ما أسس الإخوان حزبا يختلط فيه الحزبى بالدعوى فإن هذا الحزب سيكون خطرا على الدولة والمجتمع، وإن العمل الدعوى عمل وطنى وسياسى يحتاجه الوطن، "فالشباب قبل الثورة إما متطرف، وإما منحل، وذلك نتيجة غياب مؤسسات الدعوة والتربية الإسلامية والمسيحية، وانصرافها عن وظيفتها الأصلية إلى العمل الحزبى والشحن الطائفى.






وأكد أنه لا سبيل إلى الخروج من هذا المأزق إلا بالحرية، "فالإنسان بفطرته مكرم ومحترم والأصل فيه الاعتدال، ولا يحوله عن ذلك إلا القهر، أما المجتمعات الحرة فلا مانع من أن يكون فيها تطرف فكرى لأنه سيجد طريقه إلى العلاج فى مناخات الاحتكاك والنقاش الحر، وأن مصر تعرضت للتجريف السياسى فى المرحلة السابقة، "ولابد من إعطاء فرصة كافية لكافة الأحزاب والقوى الوطنية، كى تستعيد قواها وتتمكن من التواصل مع المجتمع"، وأن مصر تحتاج إلى مجلس مدنى مؤقت من القضاة، يحكمها لفترة انتقالية، ويعود الجيش إلى ثكناته، لأنه رغم كل ما قدم لهذه الثورة، فإنه لا خبرة له بإدارة البلاد، وليس هذا من واجبه ولا من شأنه".






وأشار القيادى الإخوانى إلى حاجة مؤسسات المجتمع إلى فرصة لإعادة صياغتها بشكل مدنى، للتدرب على إدارة الخلاف بشكل صحيح يتلائم مع أمة شهد تراثها 16 مذهبا دينيا، ضرب أئمتها أروع الأمثال فى إدارة خلافاتهم بشكل راق ومتحضر.






وتطرق أبو الفتوح إلى فكرة الخوف من الالتفاف على مكتسبات الثورة من بعض الأحزاب أو الجماعات، مشيرا إلى أن الضمانة الحقيقية للحريات هى قوة المجتمع المدنى "فالشعب الذى يعرف حقوقه، لن يستطيع أحد أن ينتزعها منه".






وأوضح أن مصر تعانى طوال تاريخها الحديث من عدم استقلال القرار السياسى، "حتى بعد ثورة يوليو الذى ورث فيها الأمريكان تركة الإنجليز بنسب متفاوتة.. بصراحة لم تخل فترة عبد الناصر من ضغوط خارجية!"، وأن أهم منجز يجب على الثورة أن تلتفت إليه هى القدرة على استقلال القرار السياسى والوطنى، وعدم الاستجابة للضغوط الخارجية فيما يتعلق بصالح الوطن، وذلك دون إهمال الآخر، وعدم وضعه فى الحسابات السياسية المتشابكة فى عالم أصبحت فيه معادلات المصالح مركبة ومتداخلة.






وردا على سؤال حول توحيد الموقف الإسلامى على كلمة سياسية واحدة قال أبو الفتوح: لا مانع أن تتعدد الأحزاب الإسلامية وفقا لتنوع الرؤى السياسية، فيجب أن يسعنا ما يسع الإسلام .






وأضاف: الإخوان مثلا مختلفون الآن على شكل النظام القادم : رئاسي، شبه رئاسي، برلمانى وكل هذه النظم يسعها الإسلام، كما أن الأيديولوجيات السياسية الليبرالية والاشتراكية لا تتعارض مع الإسلام إذا ما استطعنا أن نجد لها صيغ تتناسب وسياقنا السياسى والثقافى.






وتابع: إذا كان الإخوان منذ اليوم الأول رفضوا أن يلزموا أعضائهم بموقف فقهى واحد، فكيف بالموقف السياسى الذى تختلف فيه الرؤى، أتصور أنه لا يجب أن تؤمم المؤسسات المدنية أفرادها، أما الحركات الإسلامية فمطالبة بالإجابة على سؤال هام: هل نحن جماعات ضغط، أم بديل للحكم ، لافتا إلى رأى المستشار مأمون الهضيبى حول ضرورة تحول الإخوان إلى حزب سياسى إذا ما أرادوا أن يمارسوا العمل الحزبى، وهو الرأى الذى يخالف رؤية البنا القديمة.






وقال القيادى الإخوانى: لست مع حل الجماعة، ورأيى أن تتحول إلى جماعة ضغط، ولا يجوز أن تمارس الجماعة العمل الدعوى والحزبى فى آن واحد، أما إذا رأى عضو فى الإخوان أو مجموعة من الأعضاء أن يؤسسوا حزبا فلهم كل الحق فى ذلك.






وإن هناك فارق بين مفهوم الالتزام ومفهوم السمع والطاعة، الذى يفترض أن يطيع العضو كل ما يوجه له من أوامر ما لم يكن حراما، وهو مفهوم عسكرى لا يتناسب مع المؤسسات المدنية.






وذكر أن الدكتور إبراهيم الزعفرانى ناقش أحد أعضاء الجماعة فى هذا المفهوم وكان العضو متحمسا له وداعبه قائلا: ماذا لو أمرتك الجماعة بتطليق زوجتك؟ فقال الرجل: "يا نهار أسود" لن أفعل طبعا، فقال الزعفراني: ولم لا والطلاق ليس حراما فارتبك الرجل.






وأكد أبو الفتوح، أن الحركات الإسلامية عسكرت إدارتها رغم كونها مدنية فى الأصل، مشيرا إلى أن حسن البنا رفض عسكرة الإخوان، حين أراد المشاركة فى مقاومة الاحتلال، ولذلك أنشأ التنظيم الخاص لإنجاز هذه المهمة المؤقتة، بعيدا عن المؤسسة المدنية وخصص لهم رسائل خاصة ونظام مختلف ومصطلحات مختلفة.






وتساءل: لماذا نحول المصطلحات المدنية بطبيعتها إلى مصطلحات عسكرية مثل الاعتكاف الذى يسميه الإخوان كتيبة، ولو سمع أحدهم أن الإخوان فى كتيبة لن يتصور أنهم يعبدون الله ويذكرونه، وإنما يتدربون على السلاح.






وعن علاقة الإخوان بالنظام السابق قال أبو الفتوح: الإخوان رفضوا التوريث فيما بينهم بشكل حاسم، وإن شكا البعض من استخدام عبارات ضعيفة فى الإعلان عن ذلك.






وأضاف: أنه لم يكن هناك أى تنسيق من ذلك الذى يمكن تسميته بالتفاوض السياسى بين الإخوان والنظام السابق، لأن نظام مبارك لم يكن يفاوض أحدا، وكانت كارثته الحقيقية أنه سلم الملف السياسى كله للأمن ، ولم يكن الأمر يخرج عن لقاء أحد السياسيين بمسئول أمنى كبير!!!






وفيما يتعلق بدور الإخوان فى ثورة 25 يناير قال أبو الفتوح: ثورة يناير بدأت على أكتاف الشباب المصرى من كافة الاتجاهات والطوائف ومنهم شباب الإخوان، أما القيادات فلم تشارك فى هذه البداية المباركة وتصورتها مجرد مظاهرات وستنتهى.






وتابع: إذا أردنا أن نتحدث عن حجم الدور الذى لعبه شباب الإخوان فى الميدان فلا يستطيع أحد أن يشكك فى بطولات شباب الإخوان يوم موقعة الجمل وما شهده الميدان من بسالة وصمود اعترف بها الجميع .






وحول ضعف الإعلام الإخوانى، أوضح أن النظام السابق لم يكن يترك فرصة حقيقية لأى إعلام أن يظهر ويحتك ويتقدم فى ظل نظام تنافسى حر، وفى ظل مناخ الحرية سيتغير الوضع الأفضل.






وعن أزمة قنا قال أبو الفتوح، إن تعيين المحافظ جاء بشكل خاطئ ووفقا للعقلية القديمة، وهو ما أدى إلى استغلالها من قبل أصحاب المصالح فضلا عن المتخلفين عقليا ووصل الأمر إلى هذا الحد .. "واللى حضر العفريت يصرفه" !






وأوضح أبو الفتوح فى رده على سؤال حول ترشحه للرئاسة، أنه ما زال يدرس الأمر، وأن تأجيل الإعلان لا ينطوى على أى مراوغة سياسية، لأنه بالفعل لم يتخذ قرارا نهائيا، ويدعو كل من يهمه الأمر أن يشاركه التفكير وأن يرسل له بآرائه على بريده الإلكترونى وعلى موقعه الخاص.






وأكد أنه على استعداد للوقوف بجانب أى مرشح يجد فيه القدرة على تحمل هذه المسئولية متمنيا على الله أن يكون مخلصا إذا ما طلبها لنفسه لصالح وطنه دون غرض آخر.






وردا على سؤال حول أولوياته إذا ما وصل للحكم قال: أتصور أن مصر تحتاج إلى التركيز على 3 ملفات أساسية هم : الحريات، العدالة، التعليم.






وأشار أبو الفتوح إلى ملف مياه النيل، وعلاقة مصر بأفريقيا الذى اعتبرها من أهم مميزات فترة عبد الناصر، لافتا إلى ما آل إليه الوضع من تردى وإهمال.






وفيما يتعلق بموقفه من قضية القدس إذا أصبح رئيسا، قال أبو الفتوح: القفز فوق مصالح مصر لتحقيق أهداف أخرى، هو قفز على هذه الأهداف الأخرى .






وردا على سؤال حول أجندة الحريات إذا ما وصل الإخوان الحكم، قال أبو الفتوح: إذا غابت حرية الاعتقاد فأنت تصنع شعبا من المنافقين، ولا أظن أن الإخوان سيفرضون أفكارهم على الناس بالقهر، فهذا ليس من طبيعتهم، وليس من الإسلام فى شئ لكن سيكون هناك دعوة، مشيرا إلى معركة الإخوان مع الفكر التكفيرى فى القرن الماضى ورفضهم له بشكل حاسم لا يقبل التأويل .






وأضاف: أن الأداءات التى تحدث فى بعض الدول الإسلامية بعيدة كل البعد عن الخلق الإسلامى، فلا يجوز مثلا فرض الحجاب بالقوة، وإنما الدعوة إليه بالحسنى كما لا يجوز شرعا ازدراء غير المحجبة فالله يحاسب الناس على مشاعرهم، ولا يجوز لنا أن نؤذى مشاعر أحد .






وعن شعارات الإخوان الدينية قال أبو الفتوح: أنا ضد شعار الإسلام هو الحل فى العمل الحزبي، لكننى لا أرى أنه يحمل نفيا للإسلام عن الآخرين كما يرى البعض، فلو قال حزب ليبرالى، إن الحرية هى الحل فليس معنى هذا أن باقى الأحزاب مستبدة .






اليوم السابع


الثلاثاء، 26 أبريل 2011

المسيح يعمل معحزة على يد أبونا مكاري ليخرج أقوى شيطان من جسد مسلم

الشيطان يعترف

من هو المسيح

هذه الصور من صلب



المسيح، منحوتة من المعدن على يد رجل قرب


أماريلو، تكساس.


الصلبان المصنوعة من المعادن أيضا.


وقال إن هذا الرجل من قلبه الرحمة.


تبرع شخص الأرض التي لإقامة لهم:
 
 
في الفيزياء، دحض قانون


الجاذبية عندما قال انه صعد الى السماء؛
في البيولوجيا، انه ولد بدون


المفهوم العادي؛
في الكيمياء حول الماء لخمر

في الاقتصاد ، دحض قانون


تناقص العودة من خلال إطعام 5000 الرجال مع سمكتان و 5 أرغفة من الخبز؛
في الطب ، شفى المرضى و
المكفوفين بدون استعمال جرعة واحدة من الأدوية
في التاريخ، هو بداية والنهاية
في الحكومة ، قيل إنه يتعين عليه أن


ان يسمى المستشار الرائع، ورئيس السلام
في الدين هو قال لن يستطيع أحد أن يجئ إلى الأب إلا عن طريقي وقال أنا هو الطريق والحق والحياة

إذاً من هو؟
هو يسوع المسيح أبن الله

شاركوني في الأحتفاء به, أنه مستحق.

هذه المشاهد التي تراها جميعها لا تحوي شراً

هذه رسالة خلاص مجانية للجميع

الاثنين، 25 أبريل 2011

حسام الدين مصطفي يكشف : السعودية تدفع 2 مليار دولار في الانتخابات للسيطرة علي رئيس مصر المقبل

· الصفعة التي تلقتها العائلة المالكة بمحاكمة مبارك وعائلته جعلتهم عاجزين عن التفكير لدرجة أن يعرضوا قدوم الملك شخصيا لحكومة الثورة
· المناضل السعودي ناصر السعيد طالب بإصلاحات دستورية منذ ثلاثين عاما ولكن هذا كان يهدد حكم آل سعود فألقوه من الطائرة حيا
· يتصورون إمكانية تحويل مصر إلي لبنان جديدة من خلال السيطرة بالأموال علي العملية الانتخابية حسب تسريبات من المخابرات الأمريكية
· كثيرون لايعرفون ناصر السعيد مع أنه أول معارض في تاريخ الدولة السعودية وربما يكون أشرس معارض لها حيث يعتبر ناصر السعيد أول معارض لنظام الحكم في السعودية منذ نشأتها عام 1932 وبقيت كتاباته علي مدار السنوات دستورا يجب تدريسه في المدارس والجامعات السعودية لتعليم الشرفاء في هذه الأرض الطيبة التي تحكمها هذه العائلة معني المعارضة البناءة الحقة
اندهش كثير من المصريين عندما سقط نظام مبارك في 18 يوما فقط ، أدركوا أنهم كانوا يتعاملون منذ البداية مع نظام هش ، أو دولة رخوة وهو المصطلح الذي استخدمه الدكتور جلال أمين في وصف هذا النظام ، أو خيال المآتة علي حد تعبير الكثير من المصريين الذين علقوا بأننا زرعنا خيال مآتة ولكننا مع الوقت ، ومع الظل الساقط علي الأرض من ضوء الشمس أصبحنا نخافه لدرجة العبادة وربما كان هذا أيضا هو السبب في تخوف العائلة المالكة السعودية من انتقال عدوي الثورة إلي أراضيها هناك ، نفس الصورة تتكرر ، ونفس النظام الهش يحاول تثبيت قواعده في الأرض ، حتي لاتقتلعه رياح الغضب ، فرائحة الفساد هناك كما كانت هنا في مصر تزكم الأنوف ، ولكن الفساد في مصر كان أشد ضراوة لأنه ارتبط بالفقر ، مع الاحتفاظ بالمفارقة في الحالتين وهي أن السعودية تعتبر الدولة صاحبة أكبر احتياطي نفط في العالم ومع هذا فإن نسبة الفقر بها تقترب من 17% .
وعندما هددت السعودية بقيادة ائتلاف عربي ضد مصر لمنع محاكمة آل مبارك ، ملوحة بقدرتها علي منع الاستثمارات الخليجية من العمل بمصر ، وبقدرتها علي ترحيل العمالة المصرية العاملة هناك ، تصورت العائلة المالكة السعودية ان بيدها أوراق ضغط يمكن أن تدير بها اللعبة لصالحها ، ولكن الصفعة القوية التي تلقتها السعودية بالبدء في التحقيق مع الرئيس المصري المخلوع وعائلته ، والقرار بحبسه ونجليه 15 يوما علي ذمة التحقيقات ، في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ العرب ، أعجزتهم عن التفكير في طبيعة العلاقة التي ستنشأ في المستقبل القريب بين الحكام السعوديين والرئيس القادم في مصر ، بعد أن قدمت السعودية خطوة سيئة في البداية بالتدخل لمنع محاكمة مبارك ، الأمر الذي دفع سفير المملكة في مصر أحمد قطان للتصرف بدبلوماسية مع الموقف والحديث مع المجلس العسكري عن زيارة مرتقبة للملك السعودي إلي الأراضي المصرية ، الأمر الذي يثير عاصفة من التساؤلات حول الأجندة التي سيحضر بها الملك .
ولكن لماذا يخاف الحكام السعوديون من الرئيس القادم في مصر والمنتخب بشكل ديمقراطي كامل ؟ سؤال طرحته الأحداث ، خاصة مع تسريبات للمخابرات الامريكية، تتضمن مقترحا بقيام السعودية بدعم مرشح ما في مصر - لم تحدد اسما معينا - خلال انتخابات الرئاسة المقبلة بمبلغ ملياري دولار حتي يفوز بالمقعد الأكبر في القاهرة ، وهو الاسلوب الذي سبق واتبعته في لبنان بتقديم دعم غير مسبوق لحركة الرابع عشر من آذار ، حتي يفوز الراحل رفيق الحريري برئاسة مجلس الوزراء اللبناني ، وهو الدعم الذي لايزال مستمرا للحركة حتي الآن ، وبهذا الدعم تتدخل السعودية في الحركة السياسية اللبنانية ، بل وتحركها بالشكل الذي تريد أيضا ، فهل تتصور الإدارة في الرياض أن مصر يمكن أن تكون لبنان جديدة ؟ .
الواقع الذي يؤكده التاريخ أن الحكام السعوديين لايزالون يخافون من صورة جمال عبدالناصر ، يخافون الكاريزما الناصرية التي أذاقت إدارة الملك فيصل المرارة خلال حرب اليمن ، ولهذا يخافون تكرار الصورة ، يخشون أن يصبح عمرو موسي أو البرادعي أو البسطويسي أو حمدين صباحي أو أي مرشح محتمل آخر صورة أخري من جمال عبدالناصر ، ولهذا يسعون لاختراق العملية الانتخابية قبل بدايتها .
والمعروف أيضا أن السعودية تتداخل في التركيبة الاجتماعية المصرية بشكل كبير من خلال أنصار لها ، فهي تسيطر بالكامل علي الجماعة السلفية في مصر، لدرجة أن العديد من القيادات السلفية يرتبطون بعلاقات مالية مع أقرانهم في الرياض ، ولكن المشكلة أن السلفيين في مصر ليسوا أصحاب تأثير قوي علي الشارع ، ولهذا فهم يمتلكون أيضا علاقات متميزة مع قيادات جماعة الإخوان للمسلمين الأمر الذي يجعل الجماعة وسيلة مؤثرة وحاسمة في أي انتخابات قادمة ، خاصة أنها أعلنت أنها لن تقدم مرشحا لانتخابات الرئاسة القادمة.
والغريب في الموضوع هو التصريح الذي أطلقه القطب الإخواني والنائب السابق صبحي صالح ، والذي أكد فيه أن الجماعة ستدعم الدكتور محمد البرادعي في حملته الرئاسية ولكن دون أن يقدم أسبابا ، وهو التصريح الذي يعد مبكرا للغاية للإعلان عن التحالفات الرئاسية ، ويطرح التساؤل المخيف ، هل يكون البرادعي هو المرشح المدعوم سعوديا ، من خلال جماعات منسوبة للتيار الإسلامي؟ أم أن هناك تحركا آخر ستكشف عنه الأيام المقبلة للدعم السعودي لمرشح آخر لم تفصح عنه الأحداث بعد؟.
قد يكون الهدف السعودي من هذا التحرك هو الشوشرة علي أحد المرشحين ، أو حتي الشوشرة علي العملية الانتخابية بالكامل ، حتي يفقد الناس الثقة في نزاهتها من الأساس ، وهو أسلوب إسرائيلي قديم انتهجته كثيرا في العمليات الانتخابية التي كانت تجري في الأراضي المحتلة ، ونقلته عنها الكثير من الأنظمة الاستبدادية في المنطقة ، وربما يكون نابعا من الأصول اليهودية للعائلة الحاكمة السعودية وهو ماتؤكده كتابات المناضل السعودي الراحل ناصر السعيد .
كثيرون لايعرفون ناصر السعيد مع أنه أول معارض في تاريخ الدولة السعودية وربما يكون أشرس معارض لها، حيث يعتبر ناصر السعيد أول معارض لنظام الحكم في السعودية منذ نشأتها عام 1932، وبقيت كتاباته علي مدار السنوات دستورا يجب تدريسه في المدارس والجامعات السعودية لتعليم الشرفاء في هذه الأرض الطيبة التي تحكمها هذه العائلة معني المعارضة البناءة الحقة ، ولد ناصر السعيد في مدينة حائل شمال وسط الجزيرة العربية عام 1923 (أي بعد سقوط حائل بيد عبد العزيز آل ساعد بعام واحد).
انتقل إلي الظهران عام 1947 للعمل في استخراج النفط وتكريره مع شركة ارامكو وعاش مع بقيه العمال السعوديين ظروفاً معيشية صعبة فقاد مع زملائه هناك سلسلة من الاضرابات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والسكنية ورضخت الشركة لمطالبهم، وفي عام 1953 قاد ناصر انتفاضة العمال للمطالبة بدعم فلسطين وتم اعتقاله وارسل إلي سجن العبيد في الإحساء وافرج عنه لاحقاً، وبعد وفاة الملك عبد العزيز اقيم حفل استقبال للمك الجديد (سعود) في مدينة حائل القي فيه ناصر السعيد خطاباً طالب فيه بإعلان دستور للبلاد وبإصلاح وتنظيم الموارد المالية للدولة وحماية الحقوق السياسية وحقوق حرية التعبير للمواطنين وفي عام 1956 غادر من حائل إلي مصر بعدما وصلته معلومة عن صدور أمر بالقبض عليه وإعدامه.
اشرف ناصر السعيد علي برامج إذاعية معارضة للحكم السعودي في إذاعة صوت العرب في مصر ثم انتقل إلي اليمن الجنوبي عام 1963 وانشأ مكتبا للمعارضة هناك، وانتقل بعدها إلي دمشق ثم إلي بيروت التي اختطف فيها في 17 ديسمبر 1979 لصالح دولة آل سعود. وقصة اختفائه أيضا كانت مؤامرة حيث اختطف في يوم 17 ديسمبر عام 1979 في بيروت علي يدي جماعة ابو الزعيم بطلب من علي الشاعر سفير السعودية في لبنان انذاك - وكوفيء الشاعر لاحقا بمنصب وزير الإعلام - ووفقا لما تذكره المعارضة السعودية فان ناصر السعيد نقل الي الرياض وقام الملك فهد شخصيا - وكان وقتها مديرا لجهاز المخابرات السعودي - بتعذيبه ثم رماه من طائرة هليوكبتر وهو حي ، وعثر علي جثته ممزقة من جراء السقوط في صحراء الربع الخالي ، وهي أكبر منطقة صحراوية بالسعودية .
المطالب التي ناضل ومات من أجلها ناصر السعيد لم تكن مطالب فئوية كما يمكن أن يتبادر إلي الذهن بعد الحديث عن أن بداية ثورته كانت إبان عمله في شركة أرامكو السعودية ، ولكنها كانت لإقامة دولة تقوم علي العدالة والحرية، كان ناصر رحمه الله يطالب بإقامة مجلس شعبي (برلمان)حر ينتخب الشعب اعضاءه ،ويقوم بتمثيل أبناء الشعب كافة، ويضع مجلس الشعب بعد انتخابه دستورا مستمدا من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وروح العدل التي دعا إليها الرسل ،ويكون الدستور عصريا يتضمن حقوق الشعب ويحدد مهام السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، ويقوم مجلس الشعب أيضا بالنظر في قوانين تجارة الرقيق التي لا توجد (وقتها) الا في المملكة ، وتؤكد علي حرية الصحافة وحرية العقيدة وحرية المبدأ والتعبير والاجتماع ،وقوانين تفرض التعليم الإجباري علي كل ذكر وانثي ،وتفرض التجنيد الإجباري ،واصدار قوانين تمنع التعذيب في السجون ،وتمنع إسقاط الجنسية ،وقوانين تمنع اخذ الزكاة من الفقراء البدو والفلاحين ،وقوانين لإصلاح حال العمال باقامة انتخابات عمال لاتحاد عمال نزيه يدافع عن حقوق العمال ويمثلهم امام الحكومة ،ويقيم لهم نقابات ،ويكون هذا القانون بديلا عن القانون الجائر الذي تستخدمه ارامكو ضد العمال، واصدار قانون اخر بإنشاء محاكم عمالية تتولي قضايا العمال ،ويراعي قانون العمال مساواة العمال السعوديين في الحكومة بغيرهم من العمال الأمريكيين والاجانب، وقوانين تمنع تسريح العمال وتدفع اجورهم أثناء الاجازات، وقوانين اخري لإصلاح حال الفلاحين بإنشاء الإصلاح الزراعي، وقوانين بتخفيض الرسوم الجمركية وللإصلاح الاقتصادي ،وكما يقوم البرلمان بسن قوانين لمواجهة نفوذ ارامكو والنفوذ الأمريكي مثل الغاء الاتفاقية الخاصة بالقاعدة الأمريكية في الظهران ،وتعديل اتفاقية البترول مع ارامكو والغاء المرسوم الملكي رقم 2639 الصادر في عام 1357 هـ والذي يطلق يد ارامكو في العسف بالعمال ،والزام ارامكو بدفع تعويضات للعمال والضحايا.
ويواكب هذا الإصلاح التشريعي إصلاح اقتصادي وعمالي وتعميري..إذ يطالب بشق وتعبيد الطرق في البلاد وتسهيل المواصلات ،وبناء مدن عمالية صحية ،وإنشاء صناعة خفيفة وثقيلة ترتبط بالبحث عن معادن ،ويعمل فيها البدو الذين يمثلون 60 % من السكان، ويلتفت للفلاحين والزراعة، فينادي برفع مستوي الفلاحين وحماية إنتاجهم واراضيهم من سيطرة المرابين، وإنشاء بنوك زراعية لاقراضهم وتوجيههم واستيراد الالات والخبرة الزراعية لهم، والعمل علي تحضير البوادي والقري، واستصلاح اراضي البدو وتسليمها للفلاحين. ويركز اهتمامه علي إصلاح حال العمال، فيطالب باعادة العمال المسرحين، ورفع الغلاء عن العمال، وهذا الإصلاح المادي في الصناعة والزراعة والبنية الأساسية استهدف غرضا اسمي كان يظهر بين سطور ناصر السعيد ،هو التنمية البشرية، أو رقي المواطن السعودي، ويبدو هذا من حرصه علي تعليم المرأة ووجوب التجنيد وتحضير البدو والقري، أي تحويل البوادي والقري الي مجتمعات حضارية متعلمة، والحاق البدو والفلاحين بالمزارع والمصانع والجيش، يقول مثلا عن التعليم (اصدار قانون يفرض التعليم الإجباري علي كل ذكر وانثي في كل مراحل التعليم، فهذا ما فرضه علينا النبي محمد فرضا (طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة) ويقول عن التجنيد الإجباري (اصدار قانون يفرض التجنيد الإجباري علي كل فرد، ولا اقول كل مواطن ومواطنة لأن هذا الوضع سابق لأوانه في مثل وضعنا الحالي، ليصبح الشعب كله مسلحا ضد الاعداء، وليس في هذا ما يخالف تعاليم النبي، كما يفتي البعض، وهذا ما فرضه علينا الدين) وما قاله في خطابه كرره في رسالته حين يقول (توسيع برامج التعليم ونشره في أنحاء البلاد كافة، وتذليل العقبات التي وضعت في طريقه، وارسال البحوث العلمية بصورة واسعة للتخصص في مجالات مختلفة في البلاد المتقدمة علميا وزراعيا ،واباحة تعليم النساء وايجاد مدارس لهم اسوة بالبنين اتباعا لقوله عليه السلام).
وحين يدعو في الرسالة الي التجنيد فانه يري في التجنيد لهم تنمية بشرية ،يقول (تدريب جيش الاخوان البدو عسكريا وضمه الي الجيش النظامي …ورفع مستوي الجيش عسكريا وثقافيا واجتماعيا وسن قانون التجنيد الإجباري، كذلك رفع مستوي الشرطة الثقافي والاجتماعي).ويلتفت الي المساجين فيطالب بتحويل السجون الي اداة تعليم وتهذيب، وإطلاق سراح السجناء السياسيين ،وارجاعهم الي عملهم وتعويضهم وتعويض اسر شهدائهم ،ومعني هذا إطلاق حرية النخبة المثقفة في بناء وعي المواطنين وإحداث تنمية بشرية. ويرتبط بالتنمية البشرية والإصلاح السياسي والتشريعي والعمراني محاربة الفساد.ومن وجهة نظره يتركز الفساد في الاستعمار الأمريكي وعملائه داخل المملكة، ولم يكتف بأن يجعل للقوانين المقترحة دورا في مطاردة الفساد والمفسدين من الأمريكيين واتباعهم ،وانما طالب بإجراءات اخري ،منها الغاء ما اسماه (مكاتب التجسس اللعينة ضد الجيش والشعب)و(ابعاد) مدير سكة الحديد الجاسوس الأمريكي الملقب بالشيخ قلدي..) و(الغاء اوكار التجسس الأمريكية التي يشرف عليها امثال المستشرقين العالميين) وذكر أسماءهم وأماكن تواجدهم، والحق بذلك المطالبة بابعاد الباكستانيين والعمال الاجانب وغيرهم (من خونة العرب)الذين تجلبهم ارامكو.
ومن وجهة نظره يرتبط بملاحقة الفساد (ايجاد ميزانية للمصروفات والواردات في كافة أنحاء الدولة تتماشي مع حفظ ثروة الشعب وتعمير البلاد، ووضع حد للتبذير ووسائل الترف والتصرفات الشخصية في ميزانية الدولة واموال الشعب، كبناء القصور واستيراد السيارات والكماليات، وأنواع الرقيق، والمئات من النساء، وصرف الاموال في سبيل الشهوات والهبات والصداقات والعادات السنوية والرشوات، والرحلات الملكية التي تنفق فيها الملايين بلا حساب).
وفي موضع اخر يطالب بتطهير جهاز الدولة من جميع الدخلاء والخونة والحكام المرتزقة والجهلاء والظلمة ومحاسبة اللصوص الكبار الذين سرقوا مال الشعب مهما كانت مراكزهم وقرابتهم للبلاط الملكي، واسترداد اموال الشعب المسروقة ليعاد استخدامها في سبيل المرافق العامة، وتأمين حاجات العجزة والمتسولين من ضحايا الظلم كمقطوعي اليد والارجل ومنكوبي السيول والحرائق. وبالتالي فان ناصر السعيد لا يري ان أجهزة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم بواجبها الشرعي، لذلك نراه يطالب ليس فقط بإلغائها ولكن بإلغاء نفوذ آل الشيخ، يقول (تحطيم الطغيان الديني المزيف الممثل بأفراد من آل الشيخ الذين استغلوا الدين (البرئ من دين محمد)لأغراضهم الشخصية وايذاء الشعب، والغاء هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنها بعكس اسمها تأمر بالمنكر وتنهي عن المعروف، وتوظيف افراد هذه الجماعات في اعمال اخري نافعة للشعب ولا يضار بها الشعب، فالشعب ليس بحاجة الي توجيه وإرشاد من حكومة فاسدة).
ومن الطبيعي ان تلك النظرة للسلطة الدينية المتمثلة في آل الشيخ والهيئات الدينية كانت تعبر عنها لمحات اخري سبقت يخالف فيها الاراء الدينية التقليدية، مثل دعوته للتعليم (المدني) وتعليم المرأة، والمبادرة بتحريم الرق، وقدر عددهم وقتها في المملكة بحوالي ستمائة الف من الذكور والاناث، وهناك مطالب اخري في هذا السياق تعتبر تحديا للموروث السلفي، مثل مطالبته بحرية الاعتقاد للشيعة ،يقول :"إطلاق الحريات لأخواننا المواطنين من أبناء الشيعة لممارسة شعائرهم الدينية ومساواتهم في جميع مرافق الحياة العامة، والغاء الطائفية الممقوتة". ويرتبط بهذه النظرة رأيه في حرية الفكر والرأي ومطالبته بإطلاق سراح السجناء السياسيين، وحتي مع كراهيته للعاملين في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومطالبته بالغائها ،فانه يطالب بان يعملوا في مهن اخري مفيدة ولا يطالب بمصادرة حقهم في العمل.
ولم يكتف ناصر السعيد بالإصلاح الداخلي وانما التفت الي إصلاح السياسة الخارجية للمملكة، فطالب ليس فقط بالابتعاد عن التبعية لأمريكا، بل بالتمسك بسياسة الحياد الايجابي والسير في قافلة التحرر العربي (بقيادة جمال عبد الناصر، وتجنب مبدأ ايزنهاور اللعين، وعدم التدخل في شئون البلاد الاخري) (والتعامل مع البلاد الاخري اقتصاديا وسياسيا بما فيها الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية وبقية الدول الشرقية الاخري بصرف النظر عن أنظمة الحكم فيها، علي ان تضمن الحكومة سيادة البلاد واستقلالها..).
كل هذه المطالب التي تحمل في طياتها دولة عربية عصرية تنبذ الفرقة والتبعية ، كان بإمكان أبناء سعود أن يحققوها علي المدي الطويل ، ولكنهم بدلا من هذا كانوا حريصين علي التلاعب بمصالح الدول الشقيقة من أجل مكاسب شخصية ، مكاسب لن تعود علي دولتهم بالنفع ، ولكن لأنهم الدولة الوحيدة في العالم التي سميت باسم عائلة حكامها وكأنها عزبة موروثة لهم ، فهم يتصورون أن مكاسبهم من التدخلات في الدول الأخري ستعود بالنفع علي دولتهم ، ولكنهم يتناسون دوما - لأنهم لايقدرون علي النسيان - أن مصر ليست مجرد تابع ، وأن رياح الثورة التي خلعت منها نظام التبعية ، لايمكن أن تقبل أن تتدخل السعودية أو غيرها في الشأن المصري .